الخميس، 2 مارس 2017

قصة سيدنا موسى عليه السلام - الحلقة الخامسة -

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحلقة الواحد والعشرون من قصص الأنبياء 

 

 مرحبا بكم في مدونة الحكواتي في قصة جديدة من قصص الأنبياء - قصة موسى عليه السلام الحلقة الخامسة  -
تكلمنا في الحلقة الماضية عن وفاة موسى عليه السلام ، ثم ذكرنا شئ قليلا عن نبي الله حسقيل ، اما موسى عليه السلام قبل وفاته وفي التيه ، تيه بني اسرائيل الاربعين عاما حدثت له حادثة ذكرنها وسنذكرها بالتفصيل في هذه الحلقة . 
في يوم من الايام كان موسى عليه السلام يخطب في قومه فإذا بهم يسألونه من اعلم الناس ؟ وكان موسى عليه السلام لا احد اعلم منه في بني اسرائيل قال لهم انا ، فعاتبه الله عز وجل عاتبه الرب على هذه الاجابة لأنه لم يفوض الامر على الله عز وجل ، فقال الله عز وجل له يا موسى ان لي عبدا هو على علم لا تعلمه انت ، حتى يعلم موسى عليه السلام ان العلم من الله سبحانه وتعالى ، ومهما اوتي الانسان من علم فإن الله عز وجل قال وما اتيتم من العلم الا قليلا ، فأجتهد موسى عليه السلام يسأل الله عز وجل من هذا العبد الذي عنده علم انا لا اعلمه ، فأخبره الله ان هناك عبد اسمه الخضر ، هذا الرجل تجده عند مجمع البحرين ، بحرين يلتقيان في مكان ، ستجد الخضر في هذا المكان ، ما قصة هذا الخضر ومن هذا الخضر وهل هو نبي من الانبياء ام ولي من الأولياء وهذه القصة فيها خلاف وإن كان الراجح والله اعلم هو نبي من انبياء الله عز وجل لأن الله علمه بعضا من امور الغيب ، موسى عليه السلام اجتهد يارب اريد ان ارى هذا الرجل ، اي بحر هذا واين يلتقي هذا البحر مع بحر غيره لأجد هذا الرجل فأخبر الله موسى ان هناك علامة ، سافر عند ملتقى النهرين وأبحث عن هذا الرجل ، لكنك لن تجده إلا اذا فقدت سمكا تحمله ، احمل معك مكتلا ( مثل الكيس ) وضع فيه سمكة ميتة ، إذا فقدت هذه السمكة ففي المكان نفسه ستجد الخضر ، لم يريد ان يبحث عنه موسى ، ليتعلم يا الله موسى عليه السلام يريد ان يتعلم من الخضر ، " وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ " من فتاه هو يوشع بن نون فتى مخلص لموسى عليه السلام سيكون في يوم من الايام نبيا من الانبياء ، موسى عليه السلام قال لفتاه يوشع انا سأظل اسير عند البحر حتى اجد الخضر ، قال وكيف ستجده قال احمل معك مكتلا وضع فيه سمكة فآذا فقدت السمكة فأخبرني لأن المكان الذي سنفقد فيه السمك سنجد فيه هذا الرجل ، قال له يوشع وكم ستسير في الارض وعند البحر حتى تجده ، قال سأسير في الارض سنوات طوال حتى اجد هذا الرجل واتعلم منه "  وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا " لو ظللت امشي في الارض سنوات طوال حتى اجد هذا الرجل مشيت لا يهمني ولا ابالي اقطع الاراضي واقطع البحار واسير في كل مكان انه العلم " وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ " موسى عليه السلام يسير في الارض معه فتاه يوشع بن نون يحمل كيسا فيه سمك يبحثون عن هذا الرجل ، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة .
وصل موسى وفتاه الى المكان الذي وعدهما الله فيه مجمع البحرين مصب المياه ، فتعب موسى من الطريق وجد صخرة عند الماء نعس فأسلقى ونام وجلس يوشع بن نون يترقب فجأة خرجت السمكة وقفزت في الماء وسبحت يا الله ما الذب حدث " فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ " انتظر يوشع بن نون حتى اذا استيغظ موسى من نومه نسي ان يخبره انهم فقدوا السمكة ، مشى موسى ومشى معه يوشع فلما قطعا مسافة فجاع موسى فقال لفتاه اعد لنا طعاما ، عندها تذكر يوشع ان السمكة فقدت وانها هربت الى الماء فقال لموسى تذكر عندما اويت الى الصخرة ونمت فإني نسيت الحوت " قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا " قال موسى وهو فرح هذا ما اردناه فرجعا مع بعضهما في نفس الطريق الى الصخرة فإذا به يجد رجلا مستلقيا على الارض وقد اخضرت الارض حوله ولهذا سمي بالخضر ، فوجدوه عند الماء نائم مغطا بثوب ، فسلم موسى عليه السلام قال السلام عليك فرفع الرجل الغطاء عن رأسه وقال وان بأرضك السلام ، يعني وين يأتينا السلام في هذه الدنيا ، قال من انت ؟ قال موسى ، قال موسى بني اسرائيل قال وما ادراك بي من الذي اخبرك عني قال ادراني بك الذي ادراك بي ، قال الخضر لموسى عليه السلام وما تريد مني يا موسى ؟ قال جئت اتعلم منك ، قال تتعلم وعمدك التوراة قال انك على علم تعلمه لا اعلمه انا " قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا " فقال الخضر لموسى عليه السلام لن تصبر لن تتحمل " قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا " فدأت الرحلة رحلة موسى عليه السلام مع الخضر وانطلق موسى عليه السلام مع الخضر متوجهين الى البحر فوصلا الى الشاطئ ينتظرون سفينة اما يوشع فقد رجع الى قومه ، فإذا بسفينة تأتي اليهم فلما رأى اصحاب السفينة الخضر اركب الخضر مع موسى بغير مقابل لأن الخضر معروف عند قومه بإنه رجل صالح وتقي وربما يكون نبيا اصلا فركب مع الخضر في تلك السفينة وبدأت الرحلة ، اثناء رحلتهم رأى موسى عليه السلام طيرا يشرب من الماء فإذا بالخضر يريد ان يعلم موسى علما قال يا موسى انظر الى هذا الطير كم اخذ من البحر ؟ قال موسى عليه السلام لا شي فقال ارأيت الى علمي وعلمك يا موسى وهو علم عظيم علمي وعلمك في علم الله كما اخذ هذا الطير بمنقاره من البحر يعني لا شئ " وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا "  بعد قليل اثنا قفلة موسى عن الخضر رأه يحمل فأسا ويخرق السفينة كأنه يريد اغراقها فناداه موسى قاضبا ماذا تفعل يا خضر تفعل هذا بسفينة اهلها اركبونا فيها بغير مقابل اتريد ان تقرغنا وتغرق اهلها " فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا " فعلت فعلا عظيما فألتفت الخضر الى موسى قال الم اقل لك انك لن تستطيع معي صبرا " قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا " فرد موسى عليه السلام فقال له لقد نسيت ، فمن عادة موسى انه لا يسكت عن الخطأ ولا يرضى بالمنكر لذلك انكر على الخضر ونسي الوعد الذي بينهم ، " قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا " قال لا بأس هذه المرة الاولى ولقد نسيت فعفا عنه الخضر واكملا مسيرتهم ، انطلق موسى عليه السلام مع الخضر فوصلا الى قرية فيها غلمان يلعبون ، موسى عليه السلام يراقب الخضر يتعلم منه الخضر يراقب غلام من الغلمان يلعب يحدق بعينيه فيه يتبعه بنظره ، وموسى يتعجب ماذا يفعل الخضر لماذا يتبع هذا الغلام ، حتى اذا استفرد به فإذا بالخضر يأتي بالغلام ويمسكه ويقتله ، هنا لن يتمالك موسى نفسه " فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا " غلام طاهر تقتله بغير ذنب ، هذا الفعل الذي فعلته منكر عظيم ، فرد الخضر على موسى عليه السلام قال الم اقل لك انك لن تستطيع معي صبرا قلت لك لن تتحمل هذه الرحلة لكن المنكر عظيم كيف يسكت موسى الذي لا يسكت عن باطل ، فرد موسى وقال " قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا " ان سألتك او انكرت عليك اي امر بعد الان ففارقني يا خضر قد انتهت الرحلة بيني وبينك لك عذر ان تفارقني اذا سألتك اي سؤال ، وانطلق موسى مع الخضر في رحلتهم ووصلا الى قرية اهلها لأام اهلها لهم صفة البخل ، فطلبوا منهم طعاما فلم يعطهم احد من الناس اي طعام وكانا جائعين انهكهم التعب والسفر والجوع ولم يعطهم احد من الناس اي نوع من انواع الطعام ، فلما جاء المساء فإذا بهما يجلسان في ظل جدار فرأى الخضر هذا الجدار يريد ان يسقط فقام يصلح هذا الجدار وقام معه موسى عليه السلام ، تعجب موسى عليه السلام كيف يقوم الليل كله يصلح جدارا وهو لا يعرف اهل البيت بل انهم طردوا من القرية كلها لم يأتوا اي نوع من انواع الطعام ومع هذا يصلح جدار لهم ، فلما جاء الصباح قال له موسى معترضا لم لا تطلب اجرا لإصلاحك هذا الجدار " فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا " ما تمالك موسى نفسه وسأله ، هنا قال الخضر عليه السلام لموسى عليه السلام انتهت الرحلة وتوقفت الصحبة "  قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا " الان ستسمع التفسير تفسير اي شئ السفينة التي خرقتها والغلام الذي قتلته والجدار الذي اصلحته ستسمع تفسير كل ما سبق فإليك خبري . فقال له يا موسى ان السفينة كانت ينتظرها ملك ظالم هذا الملك كان ينظر الى السفن فإذا رأى سفينة ليس فيها عيب فإنه يأخدها بالقوة وهذه السفينة كانت لمساكين ينفقون فيها على ايتام ضعفاء فقراء اسر يعولونها بهذه السفينة ، فإذا اخذ الملك السفينة فإنهم سيهلكون وسيموتون اسر ستضيع لذلك خرقتها وكنت اعلم انهم سيصلحونها ولكن يبقى العيب فيها ، فإن رأى العيب فيها تركها فكان رحمة لهم " أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا " انه ملك ظالم وهم مساكين ضعفاء يعولون ايتام من وراءهم وكان فعلي رحمة له ، هذا اول حدث انكرته علي واليك باقي الاحداث ، اما الغلام يا موسى فأوحى الله الي ان هذا الغلام اذا كبر سيرهق امه وأباه المؤمنين يسرهقهما طغيانا وكفرا والغلام مازال صغيرا اذا مات لم يكتب القلم عليه شيئا فكان قتله رحمة للغلام ورحمة لوالديه ، بل ان الله عز وجل اخبرني يا موسى انه سيعوضهما بغلام اخر يكون بارا بهما "  وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا " اردنا ان يعوضهما الله بغلام آخر يكون صالحا يكون سبب سعادتهما ، هذا تفسير قتلي للغلام يا موسى . اما الجدار يا موسى فإليك خبره هذا الجدار لغلامين يتيمين في القرية الخبيثة كان له ابو صالح وكان عنده كنز فأراد ان يحفظ الكنز لأولاده وظن انه سيموت فخاف انه إذا مات وعلمت القرية بكنزه اخذوا الكنز منهم وتركوا اطفاله جياع من غير طعام فلم يجد مكانا يحفظ فيه الكنز الا تحت الجدارفحفر حفرة تحت الجدار ووضع الكنز فيها فلو سقط الجدار يا موسى لعلم الناس امر هذا الكنز واخرجوه وسلبوه من الغلامين اليتيمين وضاع حقهما فأردت ان اقيم الجدار ليحفظ الله الكنز للغلامين " وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا " السبب في حفظ الكنز ان اباهما كان صالحا وكل ما فعلته من خرق السفينة ومن قتل الغلام ومن اصلاح الجدار ليس من امري بل هو وحي من الله عز وجل ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا ، انتهت رحلة موسى مع الخضر وانتهت قصة نبي من انبياء الله عز وجل ، في الحلقة القادمة ان شاء الله معنا نبي آخر وهو فتى موسى يوشع بن نون الذي رجع وكان يحمل المكتل الذي فيه السمكة ، ما قصة هذا النبي وكيف فتح بيت المقدس لبني اسرائيل هذا ما سنعلمه في الحلقة القادمة ان شاء الله استودعكم الله ودمتم في رعايته وحفظه .



لتحميل القصة كمقطع صوتي


وللتعرف على قصة نبي اخر


ودمتم في رعاية الله ...




0 التعليقات: