الخميس، 23 فبراير 2017

قصة سيدنا موسى عليه السلام - الحلقة الرابعة -

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة العشرين من قصص الأنبياء





مرحبا بكم في مدونة الحكواتي في قصة جديدة من قصص الأنبياء - قصة موسى عليه السلام الحلقة الرابعة  -
 تكلمنا ولا زلنا في قصة سيدنا موسى عليه السلام  في الحلقة الماضية عرفنا كيف نجاه الله عز وجل من فرعون وجنوده واغرق الله عز وجل فرعون وجنوده في البحر ورأى بنو إسرائيل ذلك ، اول ما تجاوزوا البحر مروا على قوم يعبدون صنما في شكل عجل ، قالوا  لموسى عليه السلام اجعل لنا إلها كما لهم اله ، الله اكبر ، للتو نجاهم الله والان يريدون اله آخر قال انكم قوم تجهلون ، ذهب موسى عليه السلام وهو في طريقه في صحراء سيناء مع بني إسرائيل ، ذهب في ميعاد مع ربه عز وجل ليكلم الله عز وجل ، خلف على بني اسرائيل هارون عليه السلام ، وقد صام شهرا كاملا قبل ذي القعدة ثم اتمها الله عز وجل وقال له صم عشرة ايام فجاءه في اليوم العاشر من ذي الحجة ، ليلاقي الله عز وجل عند ذلك الجبل واعطاه الله الواح وكتب فيها التوراة ، وكلم الله وأعطاه الوصايا والحكم والعبر ، وبعد ان كلم الله عز وجل ، اشتهى موسى عليه السلام ان يرى ربه ، قال موسى عليه السلام يا رب ارني انظر اليك أريد ان ان اراك يا رب ، قال يا موسى في الدنيا لا احد يراني لكن اهل الايمان في الجنة يروني ، قال يا موسى انظر لهذا الجبل ( جبل عظيم ) قال سوف اتجلى شيئا يسيرا لهذا الجبل ، إذا تحمل الجبل رؤيتي فسوف تراني انت ، فتجلى الله عز وجل شيئا قليلا لهذا الجبل فدك الجبل وصار ترابا ، لما رأى موسى هذا المنظر صعق ثم قال سبحانك تبت اليك " وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَٰتِنَا وَكَلَّمَهُۥ رَبُّهُۥ قَالَ رَبِّ أَرِنِىٓ أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَىٰنِى وَلَٰكِنِ ٱنظُرْ إِلَى ٱلْجَبَلِ فَإِنِ ٱسْتَقَرَّ مَكَانَهُۥ فَسَوْفَ تَرَىٰنِى ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُۥ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُۥ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبْحَٰنَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلْمُؤْمِنِينَ " انا اول من اسلم وأمن بك يا رب ، ثم سأله الله عز وجل لم تركت قومك من ورائك يا موسى ؟ قال ربي انهم على اثري فتركتهم وعجلت اليك ربي لترضى ، قال ارجع يا موسى فقد فتن قومك فأرجع اليهم ، رجع موسى اليهم يحمل الالواح الى قومه ينظر ما الذي حصل فإذا به يرى بعض قومه يعبدون عجلا من دون الله عز وجل ، كان هناك رجل اسمه السامري خدعهم وضحك عليهم وجمع ذهبهم الذي اخذوه من قوم فرعون وصنع منه عجلا وامرهم ان يعبدوه من دون الله ، كان هذا العجل يدخل فيه الهواء ويدخل فإذا به يصدر صوتا كصوت البقر فقالوا هذا رب ، حتى قال بعضهم هذا اله موسى فنسي ان موسى ذهب يكلم ربه و قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا* أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي* قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي " خشيت يا موسى ان آمرهم وانهاهم فيفترق بنو اسرائيل ، فربما يحصل امر او يحصل شئ وبعد ذلك تلومني ، فقال يا قوم من الذي خدعكم ؟ وجعلكم تعبدون العجل من دون الله ، فقيل لموسى عليه السلام انه رجل اسمه السامري ، اين هو ؟ فنادوا السامري لموسى عليه السلام ، قالوا تعال يا رجل ان موسى يريدك ، فناداه موسى وكلمه وقال له لم صنعت هذا يا سامري ؟ قال لما اهلك الله فرعون رأيت جبريل راكب على فرس فأخذت شيئا من آثار فرسه ثم نبزتها على شئ شكلناه على صورة عجل كالذي رأيناه يعبد من دون الله ثم نبزت على هذا العجل آثار الرسول وهو جبريل عليه السلام  فإذا به يصدر صوتا فزعمت انه اله " قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيّ * قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مّنْ أَثَرِ الرّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوّلَتْ لِي نَفْسِي "  فإذا بالعقوبة تنزل على السامري ، قال له يا سامري ستعيش في هذه الدنيا لكن لن تمس احدا ولا يمسك احد من الناس " قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ " اما الموعد الحقيقي لعقوبتك يا سامري فهو عند الله " وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ " وهذا العجل الذي عبد من دون الله الان سنحرقه ثم نثريه في اليم لترى اثار صنعك يا سامري " وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا " الهكم ومعبودكم هو الله ، طرد السامري ومنع ان يمسه احد او يمس احدا ، ثم رجع موسى عليه السلام وأخذ الالواح التي القاها ثم قال لبني اسرائيل عقوبة من عبد العجل ان يقتل ان يذبح ، بنو اسرائيل تقتل انفسها ، وكانوا الوفا الذين عبدوا العجل ، قال لهم موسى يريد الله عز وجل منكم ان تتوبوا وتوبتكم هي الذبح " فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " وأصبح الصباح وبيد الذين لم يعبدو العجل السيوف فقتلوا الذين عبدوا العجل ، اما البقية الذين رأوا وسكتوا اختار منهم موسى عليه السلام سبعين رجلا قال تعالوا معي نعبد الله عز وجل نستغفره عل الله عز وجل يتوب علينا ، فذهبوا ومعهم موسى الى جبل وإذا بموسى يغم عليهم ما يراه الناس يكلم ربه عز وجل ، والسبعين من العباد يستغفرون الله عز وجل ويدعون الله حتى يتوب عليهم الله عز وجل ، فخرج موسى اليهم بعد ان كلم ربه ، فإذا ببني اسرائيل يطلبون طلب آخر ، طلبوا من ربهم امرا عجيبا يطلبون من موسى فيقولون له يا موسى لن نؤمن لك الا بشرط واحد وهو نريد ان نرى الله عز وجل وإلا لن نؤمن به " وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ " فأخذت السبعين رجفة من الارض وصاعقة فيهلكون جميعا ، هلك السبعين ثم دعى الله موسى ان يبعثوا مرة اخرى " ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " هكذا بنو إسرائيل من آية الى اخرى من معجزة الى اخرى من علامة باهرة ثم يكفرون بعد ذلك . رجع موسى مع السبعين رجلا مرة اخرى الى  بني اسرائيل ومع الايات التي يستمر بها موسى عليه السلام في بني اسرائيل .
ربه موجود عندنا ، انظروا للجهل والغباء ، رأهم موسى يعبدون العجل ويرقصون حوله ويغنوت ، فرمى الالواح غضبا ، ثم جاء الى اخيه هارون قال يا قوم ماذا فعلتم ماذا صنعتم لم فعلتم هذا اعجلتم امر ربكم ؟ فألقى الاواح ومسك بلحية هارون وجرها وقال يا هارون "
توجه موسى عليه السلام مع بني اسرائيل قاطعا صحراء سينا متوجه الى بيت المقدس الى الارض المقدسة الى الارض المقدسة الى الارض المباركة ، فلما وصل الى بيت المقدس مع بني اسرائيل قال لهم أدخلوا هذه الارض المباركة هذه الارض المقدسة التي كتب الله لكم ولأهل التوحيد ، فرد بنوا اسرائيل وهم على مشارف بيت المقدس " قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ " هنا تكلم من يوشع بن نون ومؤمن آل فرعون ذكرا قومهم بالله عز وجل وبتقوى الله وبالسمع والطاعه فردوا بكل وقاحة " قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ " قلة ادب مع موسى عليه السلام ، فقال موسى خائفا من ربه ربي اني لا املك الا نفسي وأخي فأفرق بيننا وبين القوم الفاسقين ، فقال الله عز وجل " قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ " حرم الله بيت القدس لأربعين سنة حتى يأتي جيل آخر ، سيتيهون في صحراء سينا لا يعرفون كيف الخروج منها ، كلما ساروا مسافة ايام رجعوا مرة اخرى الى نفس المكان ، تيه لمدة اربعين سنة ثم بعد ذلك يحلها لهم مرة اخرى ، في هذا التيه وفي هذه الصحراء حصلت امور كثيرة ذكر الله منها ، انعم الله عليهم مع انها صحراء بطعام اسمه المن طعام حلو جميل يصنعون منه خبزهم والسلوى طير يأتي اليهم في كل وقت فيأكلون منه ما شاءوا " وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى * كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى " بل حتى الماء كان موسى عليه السلام يضرب بالعصى حجر فينبع منه اثنتى عشر عينا لكل سبط من ابناء يعقوب عين مخصص ، يأكلون ويشربون مع هذا جاءوا الى موسى عليه السلام قالوا ادعوا لنا ربك يخرج لنا من ماتنبت الارض  من خيراتها وفومها وعدسها ، وجادلوا موسى عليه السلام في كل شئ اربعين سنة ويصبر موسى عليه السلام ، في يوم من الايام كان هناك رجل غني في التيه في صحراء سينا وجدوه مقتولا ، وبحثوا عن القاتل ولم يجده ، فذهبوا الى موسى عليه السلام قالوا ادع ربك يخبرك من هذا الرجل فدعا الله عز وجل ، فجاءهم موسى وقال لهم ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة اي بقرة كانت ، "  ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا " نقول لك من قتل الرجل تقول اذبحوا بقرة اهذه سخرية اهذه مذحة " ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ" ثم لما اقتنعوا جاءوا الى موسى عليه السلام قالوا ادع لنا ربك يبين لك ما هي قال انه يقول انها بقرة لا كبيرة ولا صغيرة وسط فأفعلوا ما تؤمرون ، فشقوا على انفسهم فشق الله عليهم ، قالوا ما لونها ؟ قال انه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ، ثم جاءوا المرة الثالثة " قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ " لم يتشابه البقر عليهم لكنه العناد الكبر ، قال انها بقرة لا زلول تثير الارض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها لايوجد فيها علامة ، وجدوها عند يتيم فطلب وزنها ذهبا فأعطوه وذبحوا البقرة ، قال خذوا شيئا من عظامها فأضربوا به هذا الرجل ، فضربوه فقام من ارضه واشار الى قاتله ، انه بن أخيه كذلك يحي الله الموتى ، وحوادث كثيرة حصلت في ذلك التيه في الاربعين سنة حتى اقتربت وفاة موسى عليه السلام ومات قبلها اخوه هارون فدعا الله عز وجل ان يميته بالقرب من بيت المقدس وفعلا اماته الله عز وجل رمية بحجر من بيت المقدس ودفن هناك وانتهت صفحة نبي من الانبياء ، في هذا التيه حدثت حادثة لموسى عليه السلام مع رجل اسمه الخضر سنفرد لها ان شاء الله حلقة قادمة وكاملة ، توفي موسى ودفن عند بني اسرائيل ولم ينتهي التيه بعد .
بعد وفاة موسى عليه السلام ارسل الله عز وجل لبني اسرائيل انبياء ورسل قدر بعضهم عددهم بالألوف بل ان الله عز وجل جعل في بني اسرائيل ايات وحوادث قريبة من تلك الحوادث ان قرية من قرى بني اسرائيل كان عددها بالألوف انزل الله عليهم بلاء الطاعون ، نزل عليهم هذا البلاء بدأ يسقطهم واحد واحدا ، فهرب الكثيرون من هذه القرية قدر بعضهم عددهم بثامنية الاف وبعضهم قال تجاوزوا الثلاثين الفا ، هربوا من هذه القرية لينجوا من الطاعون ، هرب الآلاف من البشر ونزلوا بواد كبير فناداهم ملك الموت وقال لهم جميعا موتوا فماتوا عن بكرة ابيهم لم يبق الله فيهم احد حي وظلوا سنوات طويلة على هذا الحال لا يقربهم احد من الناس ، الوف من الناس لم يبق منهم سوى العظام البالية ، فبعث الله عز وجل نبي اسمه حسقيل هذا النبي نظر الى هذا الوادي فنظر الى الاموات نظر الى العظام ، فقال الله عز وجل لهذا النبي اتحب ان تراهم احياء ، قال نعم ، فقال نادي فيهم يا حسقيل ، فنادى في العظام التي بليت قال يا عظام لتكسوا كل عظام ما عليها ، كل جسم قد اكتمل ، ثم ناداهم مرة اخرى قال ايتها الاجساد قومي ، فقاموا قومة رجل واحد كل متهم يكبر الله ويسبح الله يحمد الله عز وجل يظنون ان الساعة قد قامت "َ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ "  كانوا يفرون من الموت فإذا الموت يلقاهم سبحان ربي ، الله عز وجل يبين انه له فضل على الناس انظروا كيف احياهم من موتهم وإذا بهم يعودون مرة اخرى الى قريتهم معجزة لهذا النبي واية له ولبني اسرائيل ، انبياء بني اسرائيل كثر ، في الحلقة القادمة سنكلم ان شاء الله عن رجل اسمه الخضر ، هل هو نبي ؟ هل هو رجل صالح ؟ وماذا اعطاه الله من آيات بينات وكرامات ومعجزات ؟ هذا الرجل عمل اعمال في ظاهرها يستغرب الانسان منها ، ماقصة الخضر مع موسى عليه السلام ؟ كونوا معنا في الحبقة القادمة ، استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
لتحميل القصة كمقطع صوتي


وللتعرف على قصة نبي اخر


ودمتم في رعاية الله ...







الأحد، 19 فبراير 2017

قصة سيدنا موسى عليه السلام - الحلقة الثالثة -

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحلقة التاسعة عشر من قصص الأنبياء 





مرحبا بكم في مدونة الحكواتي في هذه الحلقة سنقص عليكم قصة سيدنا موسى عليه السلام - الحلقة الثالثة - ، نذكر في الحلقة الماضية لما دخل موسى عليه السلام وهارون الى قصر فرعون يجادله يزكره بالله عز وجل لكن فرعون ابى لم يستطع ان يواجه موسى عليه السلام فهدده بالسجن ، فإذا بموسى عليه السلام يخرج آيتين بينتين ، الاولى هي العصى التي رماها موسى عليه السلام فأنقلبت ثعبانا وخاف الناس ، اما الثانية يده التي اخرجها فصارت بيضاء نورا يتلألأ والناس ينظرون، هنا فرعون خاف ان يفتن موسى الناس وان يصدقه الناس ، فقال للناس ان هذا الذي جاء به موسى سحر معروف لدينا وانا سنأتي له بسحر مثله واكبر منه يغلب هذا السحر " قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَىٰ * فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ مَكَانًا سُوًى " هنا استغل موسى عليه السلام الفرصة ، فقال له فرعون حدد المكان والزمان ، فحدد موسى عليه السلام يوم العيد يوم الزينة ، وليس اي وقت وقت الضحى الذي يتجمع الناس فيه " قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى " شرطي ان يحشر الناس جميعا في وقت الضحى حتى لا يخفى على الناس شئ من المعركة ، وفعلا جاء ذلك اليوم وجمع فرعون السحرة ، وقال ءاتوني بأفضل السحرة في مصر كبار السحرة ، اجتمع الالاف من السحرة عند فرعون ، وقالوا له ، النا اجرا ان كنا نحن الغالبين ؟ فرد فرعون " قَالَ نَعَمْ وَإَنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ " سوف تكونوا من المقربين عندي من الخواص ، فإذا بفرعون يجمع الناس احشروا اهل مصر من الفراعنة وبني اسرائيل ، واجتمع الناس ينتظرون تلك المعركة الفاصلة ، الرب وموسى وهارون على حق ام فرعون على حق ، وتجمع الناس والاف السحرة اما موسى عليه السلام ليس بيده الا العصى ، نصحهم موسى عليه السلام نصيحة قال لهم في البداية " وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ " لما سمعوا هذه الكلمات علموا انها ليست كلمات انسان عادي ليست كلمات انسان ساحر كما وصف لهم فرعون تنازعوا امرهم بينهم فأختلفوا ، قالوا ربما ينزل علينا هذا العذاب وبعضهم قال لا نتحدى وبعضهم قالوا نتحدى "  فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَىٰ " . فتواجه الفريقان ، فريق موسى واخاه وفريق السحرة مع فرعون ، فقالوا يا موسى من سيبدأ اما ان تلقي وان نكون اول من القى ، قال لهم موسى عليه السلام انتم ابدوا بالالقاء، فإذا بهم يقولون قبل ان يلقوا وفرعون ينظر " بعزت فرعون انا لنحن الغالبون " يقسمون بفرعون لانهم لا يؤمنون بالله ففرح فرعون . فألقوا عصيهم فتحولت الى الاف الثعابين والناس تراجعوا وهربوا ، وموسى عليه السلام ينظر اليهم يخاف موسى ان يصد الناس عن دعوته ، والقوا اعصيتهم واتوا بسحر عظيم "قَالَ أَلْقُوا ۖ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ "  فرح فرعون وفرح الملأ الذين حول فرعون وفرع السحرة ، وإذا بموسى عليه السلام يوحي الله عز وجل اليه "   وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"  لما القيى موسى عصاه يبلع كل ثعابينهم ثعبان عظيم لم يرو مثله من قبل ،غلب السحرة لما رأوا هذا المنظر علموا انه من صنع الله عز وجل ليس من صنع البشر وخروا ساجدين وفرعون ينظر والكل ينظرون وانتهت المعركة بسجود السحرة لله عز وجل .
غضب فرعون مما حصل ،السحرة الذين جاء بهم كلهم سجدوا لله عز وجل قال سجدتم لمن ؟ قالوا امنا قال امنتم لمن قالوا امنا برب موسى وهارون" قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ "، وإذا بفرعون يجمع الذين جاء بهم ليحاربوا دين الله عز وجل زقال لهم لولا استأذنتموني قبل ان تؤمنوا به ، وهل ستأذن لهم يا فرعون لو استأذنوك ؟ "  قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ " نشر بين الناس بعد هزم انه كبيرهم وهو الذي علمهم السحر ولهذا سجدوا له ، ظن ان الناس سيصدقوا هذا الكلام الهراء ظن ان بني اسرائيل لم تقتنع لهذه الاية البينة ، هذم فرعون ، وهدد السحرة وقال لهم اذا لم تتراجعوا عن دينكم الجديد وعن ايمانكم برب هارون وموسى سأعذبكم ، سوف اربط كل واحد منكم على شجرة ، وفعلا ربطه ، وقال سوف اقطع لكل واحد منهم احدى يديه واحدى رجليه " لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ " ثم التفت لمن حوله وقال "  إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ "، سوف اقطعه قطعا اما ان يتراجع او ان اعذبه ثم قال فرعون يهدد السحرة " ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ  " فإذا بالسحرة قالوا افعل ما تفعل يا فرعون لا يهمنا ما تفعل فإنا مؤمنون بالله عز وجل افعل ما تفعل فإنما تفعل ذلك في الدنيا ونحن لا نبالي بالدنيا ، سبحان الله " إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ ۗ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ" وفعلا اذا بفرعون بذبحهم جميعا ، كانوا في اول النهار سحرة كفرة وصاروا في اخر النهار شهداء سبحان الله ، وهزم فرعون انها الجولة الثانية التي يهزمه فيها موسى عليه السلام .
رغم ان السحرة امنوا بالله عز وجل ورأى فرعون ما رأى من الايات البينات لكن ظل فرعون في عناده وجحوده موسى عليه السلام يدعوهم الى الله وهم يصرون على الكفر والعناد إزداد الكفر فأنزل الله عز وجل في فرعون وقومه آيات ، بلاء انزل على فرعون وقومه  ليعود لله عز وجل ، اول بلاء نزل عليهم السنين القحط اصيبوا بقحط فهلكت الزروع وماتت الماشية واصيبوا بالجوع ، فذهبوا الى موسى عليه السلام ان يدعو الله عز وجل ليكشف عنهم هذا البلاء " وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ  " وكانوا اذا نزل عليهم البلاء ذهبوا الى موسى عليه السلام يعرفون ان له رب يستجيب له لكنهم مع هذا لم يؤمنوا به ، قالوا يا موسى ادع لنا ربك لإن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك فدعى موسى ربه فأعاد الله عز وجل الخيرات مرة اخرى وزادت الثمرات مرة ثانية فردوا في كفرهم ، فأخذهم الله عز وجل بعذاب اخر لكن هذه المرة جاء طوفان فأهلك كل الزروع وغطى كل ما عندهم من ثمرات فذهبوا الى موسى عليه السلام قالوا ادع لنا ربك ، فدعى الله عز وجل فزال الطوفان ورجعت الثمرات وازدادوا في كفرهم فأنزل الله عليهم بلاء آخر جاءهم جراد فدمر كل المحاصيل ، قالوا يا موسى ادع لنا ربك اذا كشف عنا هذا العذاب سوف نؤمن به ، ودعى الله وذهب الجراد ورجع الزرع لكنهم ظلوا على حالهم ، فأرسل الله عز وجل لهم القمل وهي حشرات تأكل المحاصيل بعد ان خزنوها ، وبعدها ارسل الله عز وجل الضفاضع انتشرت في بيوتهم وعلى فرشهم غطت الارض كلها ، وبعدها ارسل عليهم عذاب اخير وهو الدم ، كل مياههم تحولت الى دم لم يستطيعوا شرب الماء "فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ  " ظل قوم فرعون على عنادهم وكفرهم رغم الايات البينات رغم ما نجاهم الله عز وجل من عذاب لكنهم ظلوا على كفرهم .
تمادى قوم فرعون وفرعون في ذبح بني اسرائيل وتعذيبهم وقتلهم وسفك دمائهم وبنو اسرائيل يصبرون حتى اوحى الله عز وجل الى موسى واخيه هارون عليهما السلام ءأمروا بني اسرائيل ان يمكثوا في بيتهم ولا يخرجون الا لحاجة ضرورية ، واجعلوا بيوتكم مساجد واكثروا من الصلاة والدعاء " وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ " لكن العذاب يزداد والعذاب يكثر على بني إسرائيل حتى جاءوا الى موسى عليه السلام وقالوا اوذينا من قبل ما تأتينا وبعد ما جأتنا نحن في عذاب بعد عذاب ومع هذا بنو اسرائيل صابرين حتى اوحى الله عز وجل الى موسى واخيه هارون عليهما السلام ، انه قظ جاء موعد خروجكم من مصر وهجرتكم منها ، ءأمروا بني اسرائيل في وقت محدد ان يخرجوا كلهم رجالهم ونسائهم ، وأستأذنوا من فرعون ان يخرجوا في عيد لهم ان يحتفلوا به  فصدق فرعون ، فعلم فرعون بعد ساعات بالخبر ، فأرسل خلفهم وجمع جيشه ولما جمع جيشه قال لهم "إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ *  وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ " فجهز جيشه ليحصدوهم حصدا اراد ان لا يترك منهم احد الا وقتله وفعلا خرج فرعون وجيشه خلف بني اسرائيل .
وصل موسى عليه السلام مع بني اسرائيل الى شاطئ بحر ، البحر امامهم لما اصبح الصباح نظروا خلفهم فإذا هو فرعون معه جيشه الذي يبلغ ربما مئات الالوف جيش جبار وصل الى بني اسرائيل ، البحر امامهم والعدو خلفهم موسى معه اخوه هارون ومعه يوشع بن نون ومعه مؤمن آل فرعون ( سنذكر قصصهم ان شاء قريبا ان شاء الله ) معه الضعفاء والمساكين والعجائز والشيوخ ليست له اسلحة وليس له جيش جبار اكثرهم النساء لأن فرعون كان يذبح الاطفال الذكور ، نظر الناس فخافوا فقالوا ماذا نفعل ؟ وهذا البحر امامنا "فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ " سوف ندرك الان وفرح فرعون وقال انظروا البحر يقف معي البحر حجزهم لنا الأن سنقتلهم ، مع موسى عليه السلام مؤمن آل فرعون كان على فرس دخل في البحر بفرسه رجع فسأل موسى عليه السلام أهنا وعدك ربك ؟  قال نعم وفرعون يصل ويقترب اليهم فكاد ان يصل ويقتلهم جميعا ، هنا اوحى الله عز وجل الى موسى عليه السلام ، وهو كان واثقا بأن النصر سيأتي ، لما تزعزع بنو اسرائيل قال اصحاب موسى انا لمدركون فرد فقال  "قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ " لا يكمن ان يحصل هذا الذي تقولون الله معي ولن يتركني ، وأمر الله عز وجل موسى ان أضرب بعصاك البحر ، فإذا بموسى عليه السلام يضرب البحر بعصاه فإذا البحر ينشق نصفين "فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانََ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ  " انشق البحر نصفين كل جذء صار كجبل من الماء سبحاان الله ، الماء لو انحصر صارت الارض طينا ولكن لموسى عليه السلام صارت يابسة "أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانََ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ" الله اكبر .. مشى موسى عليه السلام ومعه بني اسرائيل حتى تجاوزوا البحر ، وفرعون يصل خلفهم وصل الى البحر ، والبحر مفتوح ، فلما تجاوز موسى عليه السلام البحر اراد ان يضرب البحر ليرجع كما كان ، فقال الله عز وجل لا يا موسى دعه هكذا لحكمة ارادها الرب عز وجل ، فرعون الان متردد ان يدخل وان لا يدخل والناس يقولون له ادخل اذهب خلفه ادركه يافرعون سيهرب ، فإذا بجبريل ينزل بفرس يحث فرس فرعون على الدخول ، فإذا بفرعون رغما عنه يدخل  ، هو كان يشعر ان في الامر شي هو يعلم ان موسى عليه السلام نبي الله ، فدخل فرعون الى مصيره الاخير ودخل جيشه معه في البحر ، فلما توسطوا البحر فإذا بالبحر يعود مرة اخرى ، البحر بأمواجه المتلاطمة يسقط على فرعون ، رجع البحر كما كان ، البحر جندي من جنود الله عز وجل الان يستجيب لله عز وجل ، ينحسر لأجل موسى ويتلاطم كلأمواج على فرعون وجنوده ، الان فرعون وجنوده يغرقون ، في هذه اللحظات أراد فرعون وروحه تخرج من الحلقوم اراد ان يؤمن ، قال فرعون  "وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ " فرد الله عز وجل لفرعون "  آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ " الان ما تنفعك التوبة ، بنو إسرائيل ما صدقوا قالوا لم يمت فرعون ، هذا ما يموت هذا الذي عذبنا كل هذه السنين لا يموت ، فطفحت جسته ، نجى الله عز وجل جسته ، قيل الى اليوم موجود "فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ  " قضي فرعون نجى بنو اسرائيل ومعهم موسى . ماذا سيفعل بنو اسرائيل الان ؟ ماذا سيطلب بنو إسرائيل من موسى الان ؟ وما الحوادث والقصص التي حصلت لبنو اسرائيل في التيه ؟ هذا موضوع قصتنا القادمة ان شاء الله ....


لتحميل القصة كمقطع صوتي 


*****************************

للتعرف على قصة نبي أخر 




الجمعة، 17 فبراير 2017

مسابقة كسب المعرفة

بسم الله الرحمن الرحيم 




مرحبا بكم اعزائي في مدونة الحكواتي ، الان جئنا لكم بموضوع جديد نرجو التفاعل معنا فيه ، وهو مسابقة كسب المعرفة  ...

مسابقة كسب المعرفة هي مسابقة دينية سنعرض لكم فيها سؤالين اسبوعيا من المواضيع التي نشرت في المدونة ،وستعرض الأسئلة يوم الجمعة ولكم فرصة الإجابة الى الخميس قبل عرض اسئلة الاسبوع الذي يليه وسيكون لدينا فائز واحد أسبوعيا وسيعلن يوم الخميس بعد قفل باب الإجابة  ...

شروط المسابقة :-

* من شروط المسابقة يجب ان تكون متابعانا في صفحة الفيس بوك لأن الاسئلة ستنشر في صفحة المدونة على الفيس بوك فقط ...

للإعجاب بصفحة مدونة الحكواتي على الفيس بوك 


جائزة المسابقة :-

الى هنا وهذا هو اهم شئ في مسابقة كسب المعرفة  وسيكون مفاجاءة ان شاء الله ...

الفائز في المسابقة سأراسله في الفيس بوك او على الاميل ...

 طريقة الاجابة :- 

ستكون طريقة الإجابة في تعليق في المدونة ليس على الفيس بوك ، ترسل الاجابة في تعليق في الاسفل في نفس صفحة الاسئلة  ...

مثل هذا ..





سنعرض الإسئلة إبتداء من الاسبوع القادم ان شاء الله  ..

وبالتوفيق ..

ودمتم في رعاية الله 




الخميس، 16 فبراير 2017

قصة أصاحب الجنتين

بسم الله الرحمن الرحيم 




        مرحبا بكم في مدونة الحكواتي ، قصة اليوم يضرب الله فيها المثل لحقيقة هذه الدنيا التي نعيش فيها ، الدنيا التي لا تعدل عند الله جناح بعوضة ، ضرب فيها النبي صلى الله عليه وسلم مثلا قال ما الدنيا في الآخر الا  كما يضع احدكم  اصبعه في اليم في  البحر فالينظر بما يخرج ، ما يخرج من هذا الاصبع من بلل بالنسبة لبحار الدنيا ، هذا من باب التقربيب ، الدنيا للأخرة لا شئ ، اخوان وقيل هم صاحبان حصلا على اموال في زمن من الازمان احدهما كان صالحا والاخر كان كافرا اما المؤمن فتصدق بأمواله كلها في سبيل الله على الفقراء والمساكين وعاش حياة بسيطة ، اراد الاخرة ما اراد الدنيا ، اما صاحبه وللأسف كان كافرا هذا الرجل بخل بكل ماله وجعل امواله في الزروع والثمار وأعطاه الله عز وجل جنتين من اكثر الجنان نعيما وملكا " وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا " تخيل الجنتين ، اعناب ويحفها النخل وزرع ما احلاها من ثمار وما اجمله من نعيم ، هذه زهرة الحياة الدنيا فتن هذا الرجل ، يوم من الايام زار المؤمن هذا الكافر لينصحه لله عز وجل ، ويذكره ان لا تغره هذه الدنيا وان لكل شئ نهاية ، لأن بعض الناس إذا اعطي مالا صد عن عبادة ربه عز وجل ، قال لأوتين مالا وولدا ، قال اذا بعثني الله يوم القيامة الله سيعطيني اموال واولاد كما اعطاني   في الدنيا ، مسكين ، بعض الناس إذا اكرمه الله عز وجل قال رب اكرمن ، انا ربي اكرمني لأني انا استحق وما دروا انها فتنة ، فلما دخل المؤمن ينصح الكافر قال انظر الى هذه الجنة انظر الى الخيرات " وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا " يعني تتوقع انو في يوم وهذه الجنة تخلص ، ما تخلص ! المياه موجودة والنعيم موجود ، هذه الجنة خالدة مخلدة ما اظن ان تبيد هذه ابدا ، والمؤمن يذكره النعمة تزول اشكر الله عز وجل وإلا تزول ، قال لا هذه الجنة لا تزول ، وليس هذا فقط ، قال " وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً " اي بعث اي نشور اي جنة اي نار كفر حتى بالبعث ، هكذا البشر وللأسف اذا انعم الله عليهم كفروا وما شكروا الله على النعمة ينسيهم المال ان في يوم قيامة ، لن تزول قدم عبد يوم القيامة الايسأل عن اربع عن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه ، ثم قال لصاحبه " وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا " شوف الخبث يعني اذا كان في يوم قيامة اذا رددت الى ربي الله سيعطيني احسن من هذه الجنة ، الذي رزقني في الدنيا لن ينساني يوم القيامة ، المؤمن ينصحه اتقي الله ماذا تقول اي كفر هذا ؟ ثم رد عليه المؤمن قال " قال لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا " يريد ان يذكره لكي لا يتكبر " لَّٰكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا " انا فقير ولكن اعتز بأن عندي رب واعبده ، بدأت النصايح وبدأ المؤمن يشتد في نصيحته لهذا الكافر ، توالت النصايح لكن كيف كانت النهاية ؟ كيف ضرب الله مثلا في قصة هذا الرجل الذي ملك الجنتين ، لمعرفة نهاية القصة حمل القصة كمقطع صوتي .


لتحميل القصة كمقطع صوتي 



الأربعاء، 15 فبراير 2017

قصة سيدنا موسى عليه السلام - الحلقة الثانية -

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحلقة الثامنة عشر من قصص الانبياء



مرحبا بكم في مدونة الحكواتي اليوم سنتابع ما بدأناه في قصة سيدنا موسى عليه السلام ، في الحلقة الماضية تكلمنا عن موسى عليه السلام وكيف خرج هاربا من مصر بعد ان قتل نفسا وبحث عنه جنود فرعون فلم يجدوه فأرادوا قتله ، فخرج منها هارب يترقب دعى ربه ينجه من القوم الظالمين ، مشى من مصر متوجها الى الشام متوجه الى مدينة تسمى مدين وكان في الطريق جائعا وعطشا لم يجد ماء يشربه ولا طعام يأكله ، اهلكه الجوع والعطش وكان حافي القدميت ، وصل من مصر الى مدين ماشيا على قدميه ، فوجد من بعيد بئرا فيه ماء الماء الناس من بعيد يسقون عندهم من الابل ومن الغنم ومن الانعام ، فأسرع موسى عليه السلام الى هذا البئر " وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ " وجد عند هذا الماء امة من الناس يسقون ، ووجد من دونهم أمراءتين تدودان ، فتاتان بعيدتات عن الناس تزودان غنمها وما ترعون من الانعام بعيدا عن الناس الفتاتان بعيدتان ، موسى عليه السلام استغرب ، فذهب اليهم وسألهما ما خطبكما ؟ فقالتا بكل ادب وبكل حياء " قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ " لن نخطلت مع الرجال لن نسقي حتى يبتعد كل الرجال ، فسألهما اليس لكم اخ ، اب يسقي لكما ؟ فردتان " وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ  " فسقا لهما الماء ولم يتحدث لهما ، ثم تولى  الى ظل واخذ يدعو الله عز وجل " رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ " . ذهبت الفتاتان باكرا هذه المرة بعد ان سقى لهما موسى عليه السلام ، ذهبتا الى والدهما الشيخ الكبير وحدثاه بما حصل ، فإذا بوالدهما يقول لأبنتيه ناديا هذا الرجل اريد ان اتكلم معه . فإذا بموسى يدعو الله عز وجل فجأه وجد احدى الفتاتين تمشي بكل ادب " فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا  " هنا بدأ الفرج هنا بدأت استجابة الدعوة ، مشت الفتات وموسى امامها تدله بالطريق بالحصى عن يمينه او عن يساره ، فلما وصل الى الشيخ الكبير قال له ما قصتك ؟ اخبره عن قصته لم خرج من مصر ؟ ماذا كان يفعل فرعون فيهم ؟ وكيف قتل الاولاد ؟ فقال له الشيخ الكبير نحن في مكان لن يصل اليه فرعون ولا جنوده " فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " جاءت واحدة من الفتاتين الى ابيها فقالت يا ابي نحن لا نستطيع ان نعمل عمل الرجال لم لا تستأجر هذا الرجل فإنه رجل قوي وامين " يَا أَبَتِ اِسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْر مَنْ اِسْتَأْجَرْت الْقَوِيّ الْأَمِين " جاءه الشيخ الكبير قال يا موسى اريد ان اعرض عليك عرضا قال ما هو ؟ قال عندي فتاتات اختر ما تريد فتزوجها اختر اي واحدة تريدها قال المهر ؟ ما عندي شئ قال اعمل لدي ثمانية سنين فإن اكرمتني اعمل لدي عشر سنين " قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِين " ، وافق موسى عليه السلام وتزوج احدى الفتاتين وعاشوا في مدين ليس فقط ثمانية سنين بل عشر سنين كرما من موسى عليه السلام ، اكرمه الله عز وجل بأن تزوج وعاش حياة سعيدة بعيدا عن فرعون وجنوده .
لما قضى موسى عليه السلام عشر سنين في مدين رزقه الله عز وجل زوجة واولادا وخيرات كثيرة حن الى موطن رأسه الى بلده الى مصر فأخذ زوجته وأولاده ورجع الى مصر في الطريق في صحراء سيناء اضاع موسى عليه السلام الطريق في ليلة باردة ليلة مظلمة يسير موسى عليه السلام مع زوجته واولاده وقد اضاع الطريق فخاف على اهله ربما يهلكون من البرد ربما يأتي ما يفترسهم ربما يحصل ما يحصل ، كلما مشى موسى عليه السلام رجع الى نفس المكان ، فجأة رأى موسى عليه السلام من بعييد نارا فأنس بها موسى عليه السلام فرح بها ، فقال لأهله امكثوا هنا لا تتحركوا ، سوف اذهب الى النار ربما اجد اخدا يدلني على الطريق وربما اتيكم بشئ من النار تتدفأون بها " فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ " مشى موسى عليه السلام حتى وصل موسى عليه السلام في ذلك الوادي قرب الجبل الذي اسمه الطور وجد نارا فأستغرب موسى عليه السلام انه ليس هناك احد بقرب النار والمكان مظلم والليلة باردة والنار ليس بقربها احد ، فجأة سمع موسى صوتا يناديه ، يلتفت يمنة ويسرى من يناديني ؟ الصوت ليس كغيره من الاصوات " يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " الله اكبر انه الله عز وجل يكلم موسى "وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا" ولهذا سمي موسى كليم الله ، لاول مرة كلم الله موسى ، " إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ " خلع موسى نعليه ، " إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي * إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ " ثم قال لموسى ما تلك بيمينك ؟ فرد " قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى " القها يا موسى ، فإذا بالعصى تهتز كثعبان عظيم كأنه جان ، ففر موسى عليه السلام " فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ " فناداه الرب عز وجل يا موسى اقبل ولا تخف انك من الأمنين ، هذه اية من آياتي ، خذها بيمينك يا موسى ، فأقترب موسى فلما وضع يده عليها تحولت الى عصا ، يا الله اي معجزة هذه اذا رماها ثعبان وإذا اخذها عصا هذه هي الاية الاولى ، اما الثانية فضع يدك في جيبك تتحول الى بيضاء نور يتلألأ ارجعها مرة اخرى عادت كما كانت " لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى  " . انت مبعوث " اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ " في هذه الليلة المظلمة الباردة بدأت بعثة موسى عليه السلام ليذهب الى فرعون ليبلغه دين الله ويدعوه الى التوحيد .
امر الله موسى عليه السلام ان يذهب الى فرعون ليبلغه دين الله عز وجل ، فتذكر موسى عليه السلام انه قد قتل نفسا من قبل وان فرعون يبحث عليه بنفسه لقتله فكيف يذهب اليه بنفسه ؟ وتذكر ما حدث للسانه وهو صغير فطلب من ربه ان يرسل معه اخاه هارون نبيا معه لأنه افصح لسانا منه ، فأستجاب الله عز وجل لموسى طلبه ، قال الله عز وجل وهو يحكي عن موسى عليه السلام " قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ * وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ  " اجعله وزيرا لي اشدد به ازري فقال الله عز وجل " قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى " حصلت على ما تريد يا موسى ، فرجع موسى عليه السلام الى مصر ، فذهب الى اهله هناك كلم هارون اخوه ان الله عز وجل قد جعلك نبيا تؤيدني قال ماذا طلب الله منا ؟ قال ان نذهب مباشرة الى قصر فرعون وان نذخل اليه وان ندعوه لله عز وجل ، لما وصل موسى وبيده عصاه ومعه اخاه هارون الى قصر فرعون في الخارج اوقفهم الحراس قال ماذا تريد ؟ قال اريد ان ادخل الى فرعون فقال من انت حتى تدخل الى فرعون قال قل له موسى بن عمران فذهب الحارس الى فرعون فقال هناك من يطلب الدخول اليك قال من ؟ قال اسمه موسى قاال من ؟ اي موسى ؟ قال موسى بن عمران فقال فرعون موسى بن عمران بنفسه جتء الي وانا  كنت ابحث  عنه منذ زمن قال نعم هو في الخارج ، قال فرعون ادخله علي ، فدخل موسى عليه السلام وبيده العصا ومعه اخاه يمشي على عصاه بحالة رثة دخل موسى عليه السلام الى فرعون في قصره ليبلغ دين ربه ويدعو فرعون الى دين الله عز وجل .
لما دخل موسى عليه السلام الى فرعون وجد حوله الملأ المقربين لفرعون الوزراء اصحاب فرعون اجتمعوا ، فقال فرعون ما الذي جاء بك يا موسى ؟ فقال موسى عليه السلام يخاطب فرعون ويدعوه بكل لين قال " هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ * وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ " استغرب فرعون انت يا موسى الذي ربيناك عندنا في هذا القصر جئتنا وليدنا فربيناك حتى صرت رجلا وغبت عنا عشر سنين وفعلت فعلتك وقتلت نفسا ثم هرب ورجعت لتأتينا بدين جديد ماذا تقول يا موسى ؟  "قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ *  وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ" يذكره لما قتل نفسا خطأ ، موسى لم ينكر انه قتل نفسا ، قال قتلت وانا من الضالين فررت ثم رجعتم ادعوكم الى عبادة رب العالمين ، فرعون بدأ يستهذئ بموسى امام الملأ فقال له وسأله وظن انه لن يجيب قال فرعون "قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ " فإذا بموسى عليه السلام يرد عليه بكل جرأة "رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ" يريد موسى ان يسمع فرعون وكل من حوله دعوته الى التوحيد ، هذا الذي يزعم انه رب وانه هو الله كاذب انا ادعوكم الى من خلق السموات والارض وما بينهما ان كنتم موقنين ، فإذا بفرعون يغضب غضبا شديدا ويقوم من كرسيه وياندي الذين من حوله قال لهم الا تستمعون الى هذا الغراء الذي يتفوه به موسى ، فإذا بموسى عليه السلام يرد بكل ثقة " قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ* قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ" ان كان فرعون ربا فمن خلق اباءكم انه الله عز وجل ، فقال فرعون " قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ " انظروا للذي بعث لكم هو مجنون ، فلم يبالي موسى عليه السلام ، قال له انا مجنون عندما ادعوكم لله عز وجل " قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ " فقضب فرعون وقال للذين حوله ما علمت لكم من اله غيري يا موسى لئن لم تسكت عن هذا الكلام لأجعلنك من المسجونين " قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ " اين العقل الذي عندك يا فرعون ؟ لم لجأت الى السجن ؟ دائما هذه حجة ودليل الضعفاء الكاذبين الذين ليس لهم حجة لما يقولون لكن فرعون مسكين ما درى ان موسى لا يبالي بالسجن بل موسى عليه السلام لا يبالي لا بسجن لا بتعذيب ، فرد عليه موسى ويريد ان يقلب الحديث في صالحه فقال قبل ان تدخلني السجن قبل ان تمنعني ان ادعو الناس الى دين الله عز وجل دعني اريك اية بينة " قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ " فقال ما المبين عندك يا موسى ؟ انت الحديث لا تكاد تبين ، فرفع موسى عليه السلام عصاه في قصر فرعون والناس يشهدون فرماها فإذا هي ثعبان عظيم ، فقام الناس من مقامهم خافوا من عصى موسى عليه السلام "فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ " ، ثم رفع موسى بعد ان ادخلها في جيبه فإذا هي بيضاء نور يتلألأ ، فأنبهر كل الحضور ، هنا لم يعرف فرعون ماذا يفعل وماذا يصنع ، ترى ماذا فعل فرعون بعد هذا ؟ ماذا قال ؟ كيف تصرف ؟ هل انهذم ام تحدى فرعون في معركة وجولة اخرى ، وما الذي حصل لموسى ؟ هذا ما سنعلمه في الحلقة المقبلة ان شاء الله ، استودعكم الله ودمتم في رعايته ...


لتحميل القصة كمقطع صوتي


وللتعرف على قصة نبي أخر






الأحد، 12 فبراير 2017

قصة لقمان الحكيم

بسم الله الرحمن الرحيم 



مرحبا بكم من جديد في مدونة الحكواتي ، في هذه الحلقة سنتحدث عن قصة عظيمة عنوانها قصة لقمان الحكيم ...


 نبزة عن القصة : 

رجل كان عبدا فقيرا رث الهيأة مسكين من نظر إليه ربما أحتقره ، كان يعيش يعيش في بلاد تسمى النوبة في جنوب مصر في سودان اهل مصر وكان رجل افطس كبير الشفتين وكان مشقف الرجلين يعيش حاله حال الناس ، لكن الله عز وجل فزف في قلبه علما كبيرا حتى اختلف الناس من قبل هل هو نبي من الانبياء ام رجل صالح وجمهور العلماء انه رجل صالح اعطاه الله علما وحكمة ، من هو هذا الرجل ؟ انه لقمان ويلغب بلقمان الحكيم ، فأنظروا الى بعض اثاره وحكمه وانظروا الى موقفه مع ابنه ، لقمان سمى الله عز وجل  صورة في القرأن بأسمه لعظم شأنه .
في يوم من الايام كان لقمان عبدا عند مولاه ، طلب منه مولاه ان يذبح له شاة ، فذبح الشاة فقال له مولاه اخرج لي اطيب مضغطين فيها ، فأخرج له اللسان والقلب ، ومرت الايام فقال له مولاه يا لقمان اذبح لي شاة وأخرج لي أخبث مضغطين فيها ، فذبحها وأخرج اللسان والقلب واعطاه لسيده ، فقال ما هذا طلبت منك اطيب مضغطين فأخرجت اللسان والقلب ثم طلبت منك أخبث مضغطين فأخرجتهما أيضا ، قال نعم هم اطيب مضغطين إذا طابتا وأخبث مضغطين إذا خبثتا "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ " كان لا يتكلم وإذا تكلم كلامه كله حكم .
لقمان الحكيم كان له إبن وكان يحرص على أن يربي هذا الابن " وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ " كان له مواعظ لأبنه ، أول شئ وعظ لقمان ابنه فيه  " وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ "  يا بني لا تشرك لأن اشركت ليحبطن عملك ، ثم استرسى له بالنصيحة شئ فشيئا فبدأ له بالصلاة " يابني اقم الصلاة " بعد ما علمه التوحيد علمه الصلاة .
كيف تدرج لقمان مع ابنه بالنصيحة ؟ وماهي حكم لقمان ؟ وما هي الدرر التي علمها لقمان لأبنه ؟ قبل الصلاة علم ابنه امر مهم وهي قضية إيمانية عقائدية فما هو هذا الامر ؟ لمعرفة هذا كله حمل القصة كمقطع صوتي .


لتحميل القصة كمقطع صوتي


ودمتم في رعاية الله 

الخميس، 9 فبراير 2017

قصة الأبرص والأقرع والأعمى


بسم الله الرحمن الرحيم 



مرحبا بكم من جديد في مدونة الحكواتي ، في هذه القصة سنتحدث عن قصة ثلاثة رجال أبرص وأقرع وأعمى ونعرف ماذا حصل لهم ..,

 نبزة عن القصة : 

الانسان في هذه الدنيا يبتلى ، قد يبتليه الله عز وجل بالشر وقد يبتليه الله عز وجل بالخير في هذه القصة سنتعرف على الاثنين ، من الناس من يصبر على البلاء لكن لا يصبر إذا انعم الله عز وجل عليه ، ومنهم من يشكر الله عز وجل في النعم لكن إذا نزل البلاء ما يتحمل والناس يختلفون . يقص النبي صلى الله عليه وسلم قصة ثلاثة نفر في الزمن الماضي إبتلاهم الله عز وجل كل واحد ببلوى الاول اصابه الله عز وجل بالبرص الثاني ابتلاه الله عز وجل بالشعر ما كان عنده شعر وكان اقرع والثالث كان اعمى سلب الله منهم نعمة البصر ، في يوم من الايام ارسل الله عز وجل إليهم ملك في صورة رجل ، فجاء للأول - الابرص - قال ما أحب شئ لديك قال احب شئ يرزقني الله عز وجل اللون الحسن والجلد الحسن ويذهب عني الذي قذرني الناس ، فإذا بالملك يدعو الله عز وجل ويمسح عليه فإذا بالجلد يبرؤ كله بإذن الله عز وجل فجأة بلا مقدمات اي نعمة انعم الله على هذا الرجل ، لكن للأسف ابتلاه الله عز وجل الان قبل بالمرض الان ابتلاه الله عز وجل بالشفاء ، فقال الملك اي المال احب اليك ؟ قال الابل فدعى الملك الله عز وجل فأعطاه ناقة عشوراء في بطنها جنين ودعى وقال اللهم بارك له فيها ، مشى الملك توجه الى الرجل الثاني - الاقرع - فقال له  ما احب شئ اليك ؟ قال الشعر الحسن ، فمسح على رأسه ودعى الله عز وجل فأعطاه الشعر فجأة ففرح الرجل ، سأله الملك ما أحب الاموال إليك ؟ فقال البقر فدعى الملك الله فرزقه بقرة في بطنها جنين ثم دعى الله وقال اللهم بارك له فيها وذهب . انظر الى النعمة التي تحصل اليها الاول والثاني ، الان جاء دور الثالث - الاعمى - زاره الملك وهو اعمى لا يبصر فسلم عليه فرد السلام  قال الملك ما أحب شئ لديك قال ان يعيد الله إلي بصري لأبصر به الناس ، فمسح على عينيه فعادتا كما كانتا أنظر الى النعمة ، فقال له ما هي الاموال التي تحبها ؟ قال الغنم ، فدعى الله عز وجل فرزقه شاة في بطنها جنين ودعى الله عز وجل وقال اللهم بارك له فيها وذهب الملك وتركهم لسنوات ، الاول صار عنده واد من الابل واما الثاني صارعنده واد من البقر وامل الثالث فصار عنده واد من الغنم يعني المرض راح والنعيم توفر عندهم الله عز وجل يختبر الانسن احيانا على النعمة ، الان الثلاثة الاختبار وقع عليهم ، بعد سنوات ارسل الله عز وجل الملك بصورة رجل مسكين فقير رث الهيأة كأنه قادم من بلد بعيد ، الملك نفسه ، هو كان في المرة الاولى رجل صاحب نعمة الان رجل منقطع السبيل ، وسيبدأ الاختبار ياترى كيف سيكون الاختبار ؟ وياترى كيف سيجيب الابرص والاقرع والاعمى على هذا الملك ؟ وياترى من سينجح في الاختبار ؟ ومن منهم سيرسب ؟ لمعرفة هذا كله حمل القصة كمقطع صوتي . 



لتحميل القصة كمقطع صوتي 


أوصيكم بتحميلها ..

ودمتم في رعاية الله 


الأربعاء، 8 فبراير 2017

موسى عليه السلام - الحلقة الاولى -

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة السابعة عشر من قصص الانبياء 




نذكر في قصة يوسف عليه السلام لما نجاه الله عز وجل اسطلح مع اخوانه الاحد عشر جاء بهم مع ابوهم يعقوب عليه السلام من فلسطين الى مصر وعاش معهم في مصر وظل سنوات طويلة يعيش ابناء يعقوب في مصر ، ويعقوب يسمى اسرائيل ، واولاده يسمون بنو اسرائيل ، فعاشو في مصر ولن يكونوا من اهلها ، وكانوا عزيزين في مصر  لان يوسف عليه السلام حكم فيها ، وكانوا اهل مصر الاصليون ومن جاءوا من بعدهم وسموا بالفراعنة ، صارت بينهم حروب وبين بني اسرائيل ، فقد حسدوا بني اسرائيل ابناء يعقوب ومن جاء من زرباتهم ، وصارت بينهم حروب ومعارك ، ظلت هذه المعارك حتى غلب الفراعنة بنو اسرائيل ، وقتلوهم وسفكوا دمائهم وكان في ذلك الزمان كل حاكم في مصر يسمى فرعون ، واستعبد الفراعنة بني اسرائيل ، حتى جاء فرعون شديد الظلم  شديد القهر شديد البطش سماه الله عز وجل "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ " كان يستضعف بني اسرائيل وجعل منهم عبيدا وجعل منهم خدما مستضعفين يذلهم ، فرعون هذا في ليلة من الليالي رأى في ليله رؤيا افزعته ، رأى في المنام ان نارا تخرج من بيت المقدس تأتي هذه النار الى مصر وتحرق كل بيوت الفراعنة والقبط وتترك بني اسرائيل على حالهم ، ثم ذهب الى الكهان الى العرافين فجمعهم في مجلسه ، وقص عليهم الرؤيا التي افزعت هذا الملك الظالم الذي كان يقول للناس انا ربكم الاعلى وتفزعه رؤيا ، سبحان الله ما الذي يفزع هذا الرجل الضعيف الذي زعم انه ربهم الذي يقول للناس انا ربكم الاعلى وكان يقول لهم هذه الانهار تجري من تحتي ويقول ايضا اليس لي ملك مصر وكان يدعي الربوبية ، فجمع الكهان والسحرة ومفسرين الرؤى وقص عليهم رؤياه واجمعوا على  ان هناك صبي سيولد من بني اسرائيل وهذا الغلام سيكون هلاكك يا فرعون على يديه وليس هذا فقط بل هذا الغلام سيتنعم بنعيمك يا فرعون سوف يتربى بعزك وسيكون هلاكك على يديه ، فقال فرعون ماذا افعل ؟ فجمع الناس والحاشية وسألهم ، فوصل الى قرار وقال اقتل كل اطفال بني اسرائيل كل الغلمان الذكور سوف اقتلهم واذبحهم  وفعلا ارسل جنوده في الارض اي غلام من بني اسرائيل ذبحوه " إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ " ترك النساء وذبح الاولاد ، فجاءه الوزراء وقالو له ان ذبحت كل الاولاد فمن يخدمنا ؟ من نستعبد ؟ سوف يفنى بنو اسرائيل فتوصل الى قرار يزبحهم سنة ويتركهم سنة ، فكان في السنة التي يترك فيها الاطفال ولد غلام اسمه هارون ، سوف يكون نبيا ، وفي السنة التي يقتل فيها الاطفال حملت ام موسى عليها السلام وسوف تلده في تلك السنة التي يقتل فيها الاطفال من بني اسرائيل .
ام موسى لما ولدت موسى عليه السلام خافت ان يأتي جنود فرعون فيقتلوه ، فأوحى الله عز وجل الى ام موسى عليها السلام ان اصنعي صندوقا صغيرا من خشب وضعي فيه هذا الغلام الرضيع فاذا خفتي عليه فأدفعيه في اليم ، قيل هو نهر النيل ، ادفعيه في النهر وتوكلي على الله عز وجل واذا بأم موسى تضع الغلام " وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي " هذا الغلام سيرجع اليك في يوم من الايام ، بل سيكون رسولا من الرسل " ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ " ، فوصل الغلام  بأمر الله عز وجل   وهو يجري في النهر الى قصر فرعون بنفسه ، فوجده الجواد اخذن هذا الصندوق وفتحنه ووجدن فيه غلام صغير رضيع ، اخذنه الى قصر فرعون ، علم فرعون انه من بني اسرائيل فقال اقتلوه ، فتدخلت زوجة فرعون وكانت طيبة القلب وقالت لهم " لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا " فقال لها فرعون لم لا نقتله ؟ قالت قرة عين لي ولك ، قال لا بل لكي انتي فقط  " وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ  " لا يعلم فرعون وجنوده من الذي ارسل اليهم ، انه هو الذي يبحق عليه فرعون ، انه الذي من اجله قتل اطفال القوم وسفك الدماء ، ارسله الله عز وجل   لك يا فرعون .
اصاب ام موسى عليها السلام الهم والغم كيف القت برضيعها في اليم ؟ كيف تركته هكذا ؟ كادت ان تخرج بين الناس وتكشف الامر كله وتخبر الناس ان رضيعها قد القت به في اليم فأبحثوا عنه ، كادت ان تكشف الامر كله لولا ان الله عز وجل ثبت ام موسى "  وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ " . فقالت لأخت موسى عليه السلام ، اذهبي وابحثي عن موسى علك تجديه في مكان ما ، ما تدري ام موسى ان الله عز وجل ارسله باليم الى قصر فرعون نفسه لم تكن تعلم ، فخرجت اخت موسى عليه السلام تبحث اخيها علها تجده في مكان ما ، تبحث وتسأل وتقص اثره ، فإذا بها تجده في قصر فرعون نفسه ، تجمع الناس حول موسى عليه السلام وهو رضيع ، كل امرأة تريد ان ترضعه لكنه لا يقبل الرضاع من اي امرأة ، فإذا بقصؤ فرعون ينادي مناديهم في الاسواق ان من ارادت ترضع طفلا في قصر فرعون فالتتقدم فإن لها مالا كثيرا وفيرا ، فتقدم المرضعات الى قصر فرعون يريدون ان يرضعون هذا الرضيع " وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ " كل مرضعة تتقدم لترضعه هو لا يقبل ان يرضع منها ، لم يقبل ان يرضع من اي امرأة ، كاد ان يموت هذا الغلام  ، ماذا ستفعل امرأة فرعون ؟ وبين يديها صبي سيهلك لم يقبل ان يرضع من احد ، في هذه اللحظة دخلت اخت موسى عليه السلام فقالت لكل من في القصر : هل ادلكم على اهل بيت يرضعن هذا الطفل ؟وهم له امينون ناصحون ومخلصون  "  فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ   " قالت زوجة فرعون ءأتنا بمن يرضع هذا الغلام فإننا سنأتيه المال الوفير ، فإذا بأخته نذهب مسرعة الى ام موسى ، قالت يا اماه اسرعي فإن موسى اخي وجدته في قصر فرعون ولم يقبل ان يرضع من اي مرضعة ، فأذهبي الى القصر ربما يرضع منك يا اما ، فذهبت ام موسى الى القصر ، وقد تجمعت الراضعات يريدون ارضاعه ولم يقبل موسى عليه السلام ، فأقبلت ام موسى عليه السلام ووجدت ابنها يبكي ، ابنها الذي ظنت انه مات ، وغرق في النهر ، وحمل اارضيع اليها وما ظن احد انه سيرضع منها ، فلما اقترب الرضيع منها ، فإذا به يرضع منها " فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ  " ارجع الله الرضيع الى امه وعدا عليه واوفا بعده لأم موسى .
موسى عليه السلام يتربى في قصر فرعون ، منذ ولادته الى ان صار شابا قويا ، العجيب ان موسى نبي الله الذي ملء قلبه بالإيمان يتربى في قصر ملء بالكفر والنكران ، سبحان الذي يخرج الحي من الميت ، ولما كبر موسى عليه السلام واستوى وصار قوي الجسم والبنية ، اعطاه الله عز وجل حكما وعلما " وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا  " فهو من بني اسرائيل صحيح انه تربى في قصر فرعون لكن الكل يعلم انه من بني اسرائيل لكن له قدر ومكانة في قصر فرعون ، امه لم تنقطع عنه ابدا ظلت معه ترضعه وتربيه طوال فترة صغره ، كبر موسى عليه السلام واتاه الله حكما وعلما ، وهو على دين يعقوب عليه السلام ، خرج مسى عليه السلام في وقت الظهيرة والناس قائلون في بيوتهم خرج ودخل الى المدينة ووجد رجلا يتقاتل مع رجل آخر ، الذي يضرب قبطي من قوم فرعون يضرب رجلا من بني اسرائيل وكان ضعيفا ، فأخذ هذا الرجل يستغيث ايها الناس انقذوني انجدوني ولا احد في المدينة ، فإذا بموسى عليه السلام يسرع الى الصوت ، وموسى عليه السلام عنده انصر اخاك ظالما او مظلوما ، فذهب اليه ووجده يضرب ويعذب وهذا القبطي يريد ان يقتله " وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنشِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ " شيعته يعني من بني اسرائيل من قوم موسى عليه السلام ، فناده يا موسى ادركني وكان موسى عليه السلام رجلا قويا ، فأسرع موسى الى هذا الاسرائيلي يريد ان ينقذه ، فضرب ذلك الرجل القبطي ضربة واحدة فإذا بالرجل يسقط على الارض ، فنظر اليه موسى عليه السلام ويحركه ، والاسرائيلي خائف ، فإذا القبطي مات من ضربة واحدة " فوكذه موسى فقضى عليه " فلما رأه موسى عليه السلام ميتا قتيلا بخطأ ارتكبه موسى عليه السلام ، لم يقصد قتله لكنه ضربه ليبعده عن الرجل الضعيف المسكين فمات من ضربه واحدة "قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ " وترك هذا الرجل قتيلا اما الاسرائيلي فهرب اما موسى عليه السلام جلس لوحده يستغفر ربه عز وجل " قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " واذا بالناس يتنقلون الخبر رجل مقتول في هذا المكان جاء الجند والعساكر رجال الامن قد وصلوا ، ما الذي حصل ؟ جريمة قتل ، تجمع الناس جاء الحرس فإذا بهم يرون المصيبة الكبرى ، رجل من قوم فرعون مقتول ، رجل من الناس الذين هم في الطبقة العليا ، لاول مرة يقتل رجل من قوم فرعون ، يقتل من بني اسرائيل عادي كل يوم يذبحون اصلا ، لكن رجل من قوم فرعون جريمة ، فإذا بفرعون يصدر الاوامر ابحثوا عن القاتل ، يتجولون يبحثون في كل مكان عن قاتل هذا الرجل ، رجل يتجرأ فيقتل قبطيا من قوم فرعون ، من هذا ؟ يا ويله ، فأنتشر الخبر بين الناس ، وموسى عليه السلام كان خائفا لم يكن يقصد ان يقتله ان اخبرهم ذبحوه وقتلوه " فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ" موسى عليه السلام لما اصبح الصباح خرج خائفا يترقب يلتفت يمنة ويسرى ، ربما علم به احد ربما يقبض عليه الان ، كان يعلم به فقط ذاك الرجل الاسرائيلي الذي دافع عنه موسى عليه السلام "  فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ۚ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ" نفس الرجل من بني اسرائيل عمل مشكلة اخرى يتصارع مع رجل اخر من القبض وإذا موسى عليه السلام ينظر اليه ، فأخذ ينادي موسى عليه السلام لانه انقذه بالأمس فاليوم سينجدني ايضا ، فلما وصل موسى عليه السلام والناس ينظرون فقال للرجل وهو يضرب من قبل القبطي " قَالَ لَهُ مُوسَىٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ " انت رجل ظالم كل يوم تصنع لك مشكلة انت رجل فيك شئ انك لقوي مبين نصحه موسى عليه السلام على فعله وعلى صنعه ، ثم تقدم موسى قوي الجسد ، اراد موسى موسى ان ينقده مرة اخرى لأنه كان مظلوما ، لكن القبطي ظن ان موسى سيأتي اليه فيضربه هو ، ما علم ان موسى عليه السلام لا يظلم احد ، فتقدم موسى عليه السلام فإذا بالرجل من بني اسرائيل خاف ان يأتي اليه موسى فيضربه ، فسرخ الرجل فيقول اتريد ان تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس ، التفت موسى يمنة ويسرى سمع الناس ان موسى قتل ذاك الرجل والان يريد ان يقتلني، موسى ما كان يريد ان يقتلك ، فهرب موسى عليه السلام ، اخذت الجند تبحث عنه فجاءه رجل فقال يا موسى ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك " إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ  " وفعلا خرج موسى عليه السلام "  فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ  " خرج موسى عليه السلام من مصر متوجها الى مدين ، هل قبض عليه جنود فرعون ، ما الذي حصل ؟ ما الذي رأى في مدين ؟ وما قصة الفتاتين ؟ وما الذي رأه عندهما ؟ وماذا حصل وهو عائد الى مصر ؟ هذا كله سنعلمه في الحلقة القادمة ان شاء الله ....


لتحميل القصة كمقطع صوتي 






السبت، 4 فبراير 2017

قصة بين الجنة والنار


بسم الله الرحمن الرحيم




مرحبا بكم في مدونة الحكواتي ، في هذه الحلقة سنتناول قصة عظيمة بعنوان بين الجنة والنار  ...

نبزة عن القصة :-

قصتنا في هذه الحلقة هي اكثر من موقف واكثر من قصة تحصل بين اهل الجنة واهل النار ، منها .. انه كان هناك رجل كان له صاحب او شريك ، رجل مؤمن له شريك كافر ، كانوا يعملون في تجارة ، فأنفصلوا من بعض وقسموا اموالهم ، كانوا يشتغلون بثمانية الف دينار ، فأخذ كل منهم نصيبه ، اما الرجل الكافر فأخذ يشتري بأمواله ما لذ وطاب من الدنيا ، فأشترى بيتا لملك يريد ان يبيعه فأشتراه بألف دينار ، نادى صاحبه المؤمن ليريه البيت الذي اشتراه فلما رأه قال المؤمن ما أحسن هذا ! بكم اشتريته ؟ قال بألف دينار ، فذهب المؤمن ، وقال الهم اني صاحبي أشترى بيتا من بيوت الدنيا بألف دينار وهذه الف دينار اتصدق بها وأرجوا بيتا في الجنة وتصدق بلألف ، ومر زمن فإذا بألكافر يتزوج أمرأة جميلة بألف دينار فنادى صاحبه المؤمن وقص عليه ، فرد عليه وقال ما أحسن هذا ! ، فخرج وقال الهم ان صاحبي تزوج أمرأة بألف دينار فأنا اريد ان اتصدق بألف دينار أريد حورية من حور الجنة ، وبعد زمن اشترى صاحبه الكافر بستانين بألفا دينار فنادى صاحبه وقال له أنظر قال بكم اشتريته ؟ قال بألفا دينار قال ما أحسن هذا فخرج المؤمن من عنده ثم قال ألهم ان صاحبي اشترى بستانين في الدنيا بألفين دينار وهذه ألفا دينار اتصدق بها اريد بهما بستانين في الجنة ، فتصدق بماله كله ومرت الايام واخبر الله عز وجل عن قصة هذا الرجل المؤمن عندما ادخله الله الجنة وأعطاه الله عز وجل ما طلبه عوضه عن فعله في الدنيا ، فلما جاء في الجنة يسأل عن شريكه ما وجده وكان يقول الكافر لصاحبه انت مجنون تتصدق بكل مالك اشتري مثلي بيوت تزوج بالنساء ، وكان يقول اي جنة ونار اي بعث ، " فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ * أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَءِنَّا لَمَدِينُونَ " يقول بن عباس في الجنة مكان مثل النفاذة يطلع أهل الجنة على اهل النار كل واحد يرى صاحبه من اهل النار "  قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ "
في قعر جهنم الأن المؤمن رأى صاحبه الذي كان يقول له ماف بعث ماف نشور رأه في قعر جهنم يحترق ، ما نفعه كل ما اشتراه في الدنيا ، كل واحد له صاحب في الدنيا يصده عن ذكر الله ، إذا ما سمع  كلامه وثبت يذكر الله ، يوم القيامة الله عز وجل سيريه صاحبه في النار ، الان الذي في الجنة يكلم الذي في النار لمعرفة ماذا قال له ، ومن هم اصحاب الأعراف الذين لا يعرفون مصيرهم ، وماذا طلب اهل النار من اهل الجنة ، وما قصة أخر رجل يخرج من النار ، لمعرفة هذا كله ومعرفة الحوار الذي بين اهل الجنة واهل النار حمل القصة كمقطع صوتي ..


 لتحميل القصة كمقطع صوتي 


 ... أسأل الله عز وجل ان نكون من أهل الجنة ... 

ودمتم في رعاية الله 




الجمعة، 3 فبراير 2017

قصة سيدنا يونس عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحلقة السادسة عشر من قصص الأنبياء 




مرحبا بكم في مدونة الحكواتي ، في هذه الحلقة سنتحدث عن قصة نبي اسمه يونس بن متى وسمي بذو النون ، والنون هو الحوت وسمي ايضا في القرأن بصاحب الحوت ، ارسله الله عز وجل الى مدينة تسمى يينوى في محافظة الموصل الى اليوم هذه المدينة موجودة اكثر من مئة الف انسان لا يؤمنون بالله عز وجل فأرسل الله لهم هذا النبي الذي يسمى يونس عليه السلام يدعوهم الى الله عز وجل والى التوحيد ان يعبدوا الله مالكم من اله غيره ، فهل استجاب احد ؟ ظل سنوات يدعوهم لم يستجب منعم احد قط لا رجل لا امرأة ، واستهزؤا بيونس وسخروا منه "كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿52﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ  " كلهم اجمعوا على السخرية بيونس عليه السلام والاستهزاء ، لكنه دعاهم وصبر ما ترك فردا الا ودعاه الى التوحيد ، ولكنهم اصروا على الكفر بالله وعاندوا واستكبروا .
الله عز وجل اوحى الى يونس بعد ان دعاهم الى الله عز وجل اوحى اليه ان قومك لن يعيشوا بغير عذاب بعد ثلاثة ايام اذا لم يؤمنوا بالله عز وجل ، اما ان يؤمنوا او نعذبهم "وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون"فجاء يونس الى قومه وذكرهم بالله ، وقال لهم يا قوم امهلكم الله عز وجل ثلاثة ليام اما ان تؤمنوا بالله او ان يحل بكم ما حل بالأ قوام الذين قبلكم ، اما ان تؤمنوا بالله او ينزل عليكم عذاب يهلككم جميعا ،  ومع هذا استكبروا وعاندوا ، وقالوا اصنع ما صنعت يا يونس فإننا لن نؤمن بك ولن نصدقك ، في هذه اللحظة قضب يونس من قومه وايس من هدايتهم وخرج مغضب عليهم واسف على ما سيحل علبهم من عذاب .
لما خرج يونس عليه السلام قضب على قومه واسفا عليهم ، شعر قومه بالندم  كأن العذاب سيأتي لهم ويحل بعم وان وعد الله حق وانهم بعد ثلاثة ابام سيهلكون فأحسوا بالندم والتوبة ،وجأروا الى الله عز وجل ، فصلوا الحيوانات عن اولادها فعلا صياحها خرج الناس من بيوتهم يجأرون الى الله عز وجل ، في يينوى الكل يبكي الكل يستغيث بربه ، الكل يدعي الله عز وجل حتى لا ينزل العذاب "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ" ليس لهم غير الله عز وجل ، لم يشعر يونس بذلك خرج من قومه وهو غضبان عليهم ، لكنهم كلهم امنوا بالله عز وجل واحسوا بالندم وتابوا فكشف الله عنهم العذاب ، لن تؤمن قرية كما امن قوم يونس عليه السلام " فلولا قرية امنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما امنوا كشفنا عنهم عذاب الخذي في الحياة الدنيا ومتعناهم الى حين " رفع البلاء ولم ينزل العذاب وقبل الله عز وجل توبتهم . 
خرج يونس عليه السلام من قومه غاضب عليهم واسف عليهم كيف لم يؤمنوا به ، وهو دعاهم وذكرهم بالله عز وجل ، خرج من يينوى متجه الى البحر ليهاجر في الله عز وجل ، ليبلغ دين الله عز وجل ، استعجل يونس عليه السلام على قومه ، ذهب فركب سفينة ، هذه السفينة امتلأت بالناس والبضائع ، ركب معهم يونس عليه السلام ، ودخل يجوب البحر ، دخل البحر معهم فحل الظلام ، بدأت الامواج تتلاطم والرياح تشتد والسفينة تهتز ، بدأ الناس يصيحون ويبكون  ماذا يحدث ، ان السفينة ستغرق بأهلها ، خافوا وفزعوا ومنهم نبي الله يونس عليه السلام " وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحونِ  " اشتدت الامواج والرياح والسفينة تهتز وتتمايل ، بدأوا يرمون البضائع لكنها ما زالت ستغرق في البحر ، قالوا اذا لا بد ان نضحي ببعض الناس لكي ينجي الاخرون ، قالوا لا بد ان نلقي واحد تلو الاخر في البحر ، في ظلام الليل وحيتان تجوب البحر من يجروء ان يرمي نفسه إلا من يريد هلاكها ، قالوا لا بد ان ينزل احدنا ،  لم يرض احد ان ينزل من السفينة ويلقي بنفسه الى الارض ، قالوا اذا لا بد لنا من قرعة فمن وقعت عليه يبدأ بالنزول فالثاني فالثالث فالرابع حتى تنجو السفينة بأهلها ، فإذا بالقرعة واحد تلو الاخر ، حتى وصلت القرعة الى يونس عليه السلام فوقعت القرعة عليه ، علم يونس انه المقصود ، بدأ بالإستعداد لإلقاء نفسه ، فقالوا له يا يونس اصبر ، وجدوه رجل صالح وصاحب خلق سمح ، قالوا له اصبر نريد ان نعيد القرعة مرة اخرى ، فإذا بالقرعة مرة اخرى تقع على يونس عليه السلام ، هذا صعب بل يكاد مستحل اصلا ، وقع في تلك الايام في اليوم الذي كان يونس في سفينة ، هاج البحر ليس لشئ ، لكن لأن يونس عليه السلام ركب في السفينة الخطأ في الوقت الخطأ في اللحظة الخطأ ، وخرج من قومه في ساعة خاطئة ، وعادوا القرعة المرة الثانية وعادوها مرة اخرى وفعلا وقعت على يونس في المرة الثالثة ايضا ، نزع يونس عليه السلام ملابسه ورما نفسه في البحر في ظلمة الليل "فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ " ثم اوحى الله عز وجل في ذلك الظلام في تلك اللحظة ان تسكن هذه الامواج وتقف هذه الرياح وتنجو هذه السفينة بأهلها ، اما يونس عليه السلام اوحى عز وجل لحوت كان ينتظر في البحر ، ان اذهب الى يونس فألتقمه ولا تخدش له لحما ولا تكسر له عظما "فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ " فإذا بيونس عليع السلام في بطن الحوت في ظلمة الحوت ، ظن انه قد مات ، فإذا به يتحرك داخل بطن الحوت ، فلما علم انه ما زال حيا ، سجد لله عز وجل في بطن الحوت ، قال ربي سجدت لك في مكان لم يسجد احد مثله ، لم يسجد احد من البشر في هذا المكان "وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ  " ظن يونس عليه السلام ان الله عز وجل لن يضيق عليه ، فإذا به في ظلمة الحوت يسمع صوتا ، ما هذا الصوت يا رب وانا في قاع البحر ؟ سمع صوتا غريبا صوتا عجيبا ، قال له الله عز وجل هذا تسبيح الاسماك لربها " وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ " في هذه اللحظة قال يونس عليه السلام لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين  ، اعترف يونس بخطأه بتقصيره وانه استعجل على قومه ، ندم يونس عليه السلام وكان رجاعا الى الله عز وجل وكان كثير التسبيح ، قال لا اله الا الله في بطن الحوت في ظلمات ثلات في ظلمة حوت وبحر وليل ، وصعدت الكلمات واخترقت السماء الدنيا ثم السماء الثانية حتى وصلت هذه الكلمات  الملائكة فسمعتها عند ربها ، فقال الملائكة يارب صوت نألفه الصوت نعرفه لكن المكان لا نألفه غريب ، فقال الله عز وجل للملائكة الا تعرفون هذا الصوت ؟ قالوا لا نعرفه ، قال هذا صوت يونس بن متى ، قالوا يا رب الن تنجيه ؟ قال بلى سأنجيه " فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ " .
ظل يونس عليه السلام في بطن الحوت لا يذكر الا الله عز وجل ، هكذا اهل الايمان اذا ضاقط عليهم الارض اذا كانوا في كرب اذا لا يذكروا الا الله عز وجل اما يونس عليه السلام في الحوت وقبل الحوت هو طوال حياته لا يذكر غير الله عز وجل "    فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" كان من  الذاكرين كان من العابدين لولا انه كان هكذا في بطن الحوت وقبل الحوت لظل في بطن الحوت الى ان تقوم الساعة ، المؤمن طوال الوقت لا يذكر الا الله عز وجل لان الذكر يطمئن القلب " أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " ، 
استمر يونس عليه السلام ، ربما كان النفس يهلكه ، ربما كان الجوع يحرقه استمر في ذكر الله عز وجل ، حتى اذن له الله عز وجل بالفرج ، اي فرج وهو في بطن الحوت ؟ اوحى الله عز وجل الى الحوت الذي ابتلع يونس عليه السلام ان الفظ يونس الى شاطئ البحر ، فلفظ الحوت يونس عليه السلام الى شاطئ البحر . سقط يونس عليه السلام على شاطئ البحر وهو سقيم ، يقولون كان جلده على عظمه ، ضعف جسده رق جلده صار سقيما " فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ  " نجاه الرب عز وجل لانه كان من العابدين والذاكرين  ، لا ندري كم لبث في بطن الحوت " فنجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين " فنجيناه من الظلمات الثلاث ، سقط على شاطئ البحر  والشمس على رأسه ، ربما تقتله الشمس ، وربما يهلكه المرض وربما الجوع يقتله ، ماذا سيفعل الان ؟ كيف سينجو يونس عليه السلام ؟ فأنبت الله على راسه شجرة كاملة ، انها شجرة اليقطين ، التي تسمى عندنا اليوم القرع ، لان اوراقها كبيرة فيستظل بظلها ولان فيها ثمرة يأكل منها تقوي جسده ، فأخذ يونس عليه السلام يأكل منها وتأتي عليه غزالة كل يوم يشرب من لبنها  ، يأكل اليقطين ويشرب من اللبن ويستظل ويحفظه الله عز وجل "وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ" " فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ  
 لما حصل كل ذلك ليونس عليه السلام ؟ لان الله عز وجل اؤاد ان يعلم يونس عليه السلام امرا ، يا يونس ارجع الى قومك مرة اخرى ، قال لم اجع اليهم ولم يستجيبوا لي والعذاب قد نزل  ؟. رجع يونس الى قومه فوجد القرية كلها امنوا بالله عز وجل ، مئة الف او يزيدون "فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ" . الى هنا طويت صفحة من قصص الانبياء ، في الحلقة القادمة سنتحدث عن حقبة كبيرة من قصص الانبياء قصة نبي اسمه موسى عليه السلام هذا موضوع حديثنا ان شاء الله ........




 لتحميلها كمقطع صوتي 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


 لتحميل او قراءة قصة أخرى من قصص الأنبياء 


ارجو ان تنال إعجابكم .. وشير للخير ..

ودمتم في رعاية الله