الاثنين، 19 ديسمبر 2016

بداية الخلق و قصة سيدنا أدم عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحلقة الاولى من قصص الانبياء 

عنوان الحلقة :-

* بداية الخلق و قصة سيدنا أدم عليه السلام :-

         اولا لماذا اخترنا الانبياء؟ لان الانبياء هم خير البشر ، خير من مشى على الارض ، انهم الناس الذين اصطفاهم  الرب عز وجل لهداية البشرية ،  لولا  أولئك الرسل والانبياء لضلت البشريه مبشرين ومنزرين .



         لما قصصهم ؟ لانها احسن القصص ، قال تعالى : " نحن نقص عليك احسن القصص " ، نتكلم عن احسن القصص بتفاصيلها التي جاءت في القرأن الكريم والسنة الصحيحة ونستفيد منها . الايمان ، الحكم ، العبر . فال تعالى : " لقد كان في قصصهم عبره لؤلي الالباب ...". 



        قبل ان نتكلم عن قصص الانبياء لابد ان نتعرف علي الخلق كيف بدأ ، كان الله عز وجل ولم يكن معه شئ فهو الاول جل وعلا اول شئ خلقه الله عز وجل العرش ، اول المخلوقات ،ثم بعده بزمن خلق الله القلم ،وقال الله عز وجل له اكتب ، قال ما الذي  اكتبه يا رب  ؟  قال الله عز وجل له اكتب ما كان وما يكون الي ان تقوم الساعة كل شي اكتبه ، قال تعالي :" انا كل شئ خلقناه بقدر " ، ثم بعد القلم بخمسين الف عام اذن الله عز وجل بان يخلق السموات السبع والارض والجبال والانهار وما فيها خلق الله السموات والارض في ستة وخلق الله عز وجل الشمس والقمر والكواكب والنجوم وزين بها السماء وبعد ذلك خلق الله خلقا علي الارض سماهم الجن وكان الجن قوما مفسدون في الارض ثم بعد الجن اذن الله عز وجل ان يخلق خلقا جديدا قال تعالى : " واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفه " . الملائكة تريد ان تسأل هل سيكون مثل الجن في فساده وفي تدميره لهذه الارض  
" قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمد ونقدس لك " قالوا يا رب اذا اردت خلقا يعبدوك فنحن نعبدك يا رب  لما تخلف خلقا يفعل ما فعلت الجن ، فرد الله عز وجل " قال اني اعلم ما لا تعلمون " لم تكن الملائكة تعلم انه سيكون في هذا الخلق الجديد انبياء وشهداء وصالحون وصديقون واحباب للرحمن عز وجل .
لما اراد الله عز وجل ان يخلق أدم عليه السلام امر ملك من الملائكة أن يذهب الي تراب الارض ويأخذ  من كل تراب الارض شيئا فجمع هذا التراب فكان هذا التراب منه الابيض والاسود والاحمر والاصفر فصار منه بنو أدم فأختلفت الوانهم  واختلفت طباعهم فصار منهم السهل والصعب ومنهم الطيب ومنهم الخبيث فخلق ادم من تراب في يوم جمعه ثم بلل بالماء فصار طينا وظل علي هذه الحال زمنا قال تعالى : " ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين" .  قال تعالى :"اذ قال رب للملائكه اني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون
هذا خلق أدم عليه السلام قال تعالى : " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " .
بدأت لحظة عظيمة تاريخ جديد للبشر بل هو بداية تاريخ البشر بدأت لحظة النفخ في الروح لادم عليه السلام بدأت الروح تسري في روح ادم عليه السلام بدأ ينظر فتح عينيه ماذا ينظر ؟ انها الجنه انها ثمارها واشجارها وانهارها ، وصلت الروح الي انفه فعطس فقالت الملائكه له قل الحمد لله فقال الحمد لله، فقال الله عز وجل يرحمك ربك. نزلت الروح الي جوف ادم عليه السلام اشتهى ثمار الجنه فإذا هو يوثب وثبة والروح لم تصل قدميه يريد ان يصل الي ثمار الجنه  ، عجلان قال تعالى  :"خلق الانسان من عجل " فلما اكتملت الروح فيه وبدأ يمشي قال له الله عز وجل انظر الى اؤلئك النفر من الملائكه اذهب اليهم وقل السلام عليكم  ففعل ادم ما امره به ربه فردت الملائكة قائلة وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته فقال الله عز وجل يا ادم انها تحيتك وتحية ذريتك من بعدك ، لما استوا خلق ادم الان جاء تنفيذ الامر اي امر؟ اذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ، فاذا الملائكة كلها  على رأسهم جبريل عليه السلام تسجد لادم تحيه لهذا المخلوق وإستجابة لامر الله عز وجل . قال تعالى :" فسجد الملائكة كلهم اجمعون" إلا مخلوق واحد ظل واقفا بكبر يدعا ابليس فهو ليس من الملائكة ، فسأله الله عز وجل وقال له :"ما لك الا تكون مع الساجدين " والله اعلم به قال :"لم اكن لاسجد لبشر خلقته من صلصال " وكانت هذه اول معصيه عصي الله بها في السماء من ابليس فرد الله عز وجل عليه :" قال فاخرج منها فإنك رجيم وان عليك اللعنة الى يوم الدين " امر واحد لم يستجب ابليس حلت عليه اللعنه الى يوم القيامه فما بالكم بمن يعصي الله عز وجل كل يوم وكل ليلة مستبرا معاندا .
بعد ان طرد الله عز وجل ابليس من الملكوت الاعلى ولعنه لم يطلب ابليس من  ربه العفو ولا المغفره انما طلب امرا اخر هو قال ربي اخرني الي يوم القيامه :" قال ربي انظرني الي يوم يبعثون " هو يؤمن بربه ويؤمن بالبعث ويومن بالجنة  النار لكنه استكبر  فاستجاب الله له "قال انك من المنظرين .." قال ابليس :"ثم لأتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين  "قال له الله عز وجل اخرج منها لمن تبع منهم اي واحد من الانس يتب يا ابليس لاملأن جهنم منم اجمعين واعطاه الله زرية في الارض  ، وبهذا ابليس تحدى ربه بانه يضر بني ادم ويزين لهم المعاصي وقال ابليس وبعزتك ساضلهم عن عبادتك فرد الله عز وجل عليه وقال وعزتي وجلالي ساغفر لهم ما استغفروني .
اما ادم عليه السلام فادخله الله الجنه يشرب من انهارها ويأكل من ثمارها ويستظل بظلالها اي نعيم يعيش فيه ادم عليه السلام ؟ مع كل هذا النعيم الا ان ادم عليه السلام قد استوحش وجاءه بعض الهم كيف يعيش هذا النعيم لوحده ، نام ادم عليه السلام نومة فلما استيغظ فرأى امرأة عنده فقال لها من انتي ؟ فردت انا امرأه ، ما الذي جاء بك ؟ فردت خلقني الله عز وجل ،ولم خلقك؟ فردت لتسكن الي ، فال تعالى:" يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها " فسالت الملائكة ادم قالت ما اسمها؟ قال انها حواء، فقالت ولم حواء؟ فقال لأنها خلقت من شئ حي فلقد خلقت حواء من ضلع ادم عليه السلام .
انه يتنعم الان مع حواء مع تلك الزوجة في الجنة " ويا ادم اسكن انت وزوج الجنة وكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجره فتكونا من الظالمين " ويا ادم انت وحواء احزرا من  ابليس هو عدوكم الذي توعد ان يخرجم من هذه الجنة ويوسوس ويمكر  فأيكم ان تصدقا كلامه " ان هذا عدو لك ولزوج فلا يخرجنكما من الجنة فتشقا " .
عاش ادم عليه السلام في الجنة وكل ما يأتي ابليس بصورة من الصور الى ادم عليه السلام لم يستجب ادم الا تحب يا ادم ان تصبح ملكا او تكونا مخلدين في هذه الجنة لا موت لا نهايه فقط كلا من هذه الشجرة"فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما اوري عنهما من سوأتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجره  إلا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين  " فاستغل الشيطان حب ادم لربه فبدأ يحلف ويقسم لهما "وقاسمهما اني لكما لمن الناصحين " في هذه الفتره صدق ادم ابليس ونسي ما كان بيبه وبين ربه لان ابليس اقسم بالله وبدأ يمشيا خلفه "فدلاهما بغرور " فوصلا ال الشجره وابليس يشجعهم فإذا بادم وحواء يأكلا من هذه الشجره اول ما زاقا من هذه الشجره بدت لهما سؤاتهما " فلما  ذاقا الشجرة بدت لهما سؤاتهما " ما ان ادم عليه السلام يرى سوأة حواء ولا العكس  فهربوا من بعضهما لان البشر قد خلقوا علي الحياء يبحثان من ورق من الجنة من الاشجار فيقعان الورق كل منهما يغطي سوأته "  وطفقا يقصفان عليهما من ورق الجنه " فيناديه الله عز وجل اتهرب مني يا ادم ؟ فيقول ادم لا يا رب لكنني استحييت منك " وناداهما ربهما الم انهكما عن تلكم الشجره واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين " .
بكى ادم وحواء عليهما السلام وهما يدعوان الله عز وجل " ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين " فكان البكاء من ادم عليه السلام انه الندم .
انزل الله عز وجل ادم وحواء عليهما السلام الى الارض ومعهما ابليس لتبدأ المعركه بين ادم وابليس " قلنا اهبطوا منها جميعا فئما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقا ومن اعرض عن زكري فإن له معيشة ضنكا  " . قيل ان ادم نزل في الهند وحواء نزلت في مكة والتقيا و بدأ التكاثر على وجه الارض  وابليس يترصد بهما وبذريتهما وبدأت العداوة وادم لا زال يبكي حتي نزل جبريل له قال يا ادم الى متى تبكي  فقال دعني ابكي يا جبريل فقد اذنبت ذنبا عصيت الله عز وجل فتاب ادم من ربه فتاب عليه ربه " فتلقا ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم " . 
عاش ادم علي الارض وهو يريد ان يرجع الى الجنة فمن ذاق حلاوتها اشتهى ان يرجع اليها . 
الى هنا تنتهي الحلقه الاولى من قصص الانبياء نلقاكم في الحلقه المقبله ان شاء الله ...





هناك 6 تعليقات :