الأربعاء، 15 فبراير 2017

قصة سيدنا موسى عليه السلام - الحلقة الثانية -

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحلقة الثامنة عشر من قصص الانبياء



مرحبا بكم في مدونة الحكواتي اليوم سنتابع ما بدأناه في قصة سيدنا موسى عليه السلام ، في الحلقة الماضية تكلمنا عن موسى عليه السلام وكيف خرج هاربا من مصر بعد ان قتل نفسا وبحث عنه جنود فرعون فلم يجدوه فأرادوا قتله ، فخرج منها هارب يترقب دعى ربه ينجه من القوم الظالمين ، مشى من مصر متوجها الى الشام متوجه الى مدينة تسمى مدين وكان في الطريق جائعا وعطشا لم يجد ماء يشربه ولا طعام يأكله ، اهلكه الجوع والعطش وكان حافي القدميت ، وصل من مصر الى مدين ماشيا على قدميه ، فوجد من بعيد بئرا فيه ماء الماء الناس من بعيد يسقون عندهم من الابل ومن الغنم ومن الانعام ، فأسرع موسى عليه السلام الى هذا البئر " وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ " وجد عند هذا الماء امة من الناس يسقون ، ووجد من دونهم أمراءتين تدودان ، فتاتان بعيدتات عن الناس تزودان غنمها وما ترعون من الانعام بعيدا عن الناس الفتاتان بعيدتان ، موسى عليه السلام استغرب ، فذهب اليهم وسألهما ما خطبكما ؟ فقالتا بكل ادب وبكل حياء " قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ " لن نخطلت مع الرجال لن نسقي حتى يبتعد كل الرجال ، فسألهما اليس لكم اخ ، اب يسقي لكما ؟ فردتان " وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ  " فسقا لهما الماء ولم يتحدث لهما ، ثم تولى  الى ظل واخذ يدعو الله عز وجل " رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ " . ذهبت الفتاتان باكرا هذه المرة بعد ان سقى لهما موسى عليه السلام ، ذهبتا الى والدهما الشيخ الكبير وحدثاه بما حصل ، فإذا بوالدهما يقول لأبنتيه ناديا هذا الرجل اريد ان اتكلم معه . فإذا بموسى يدعو الله عز وجل فجأه وجد احدى الفتاتين تمشي بكل ادب " فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا  " هنا بدأ الفرج هنا بدأت استجابة الدعوة ، مشت الفتات وموسى امامها تدله بالطريق بالحصى عن يمينه او عن يساره ، فلما وصل الى الشيخ الكبير قال له ما قصتك ؟ اخبره عن قصته لم خرج من مصر ؟ ماذا كان يفعل فرعون فيهم ؟ وكيف قتل الاولاد ؟ فقال له الشيخ الكبير نحن في مكان لن يصل اليه فرعون ولا جنوده " فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " جاءت واحدة من الفتاتين الى ابيها فقالت يا ابي نحن لا نستطيع ان نعمل عمل الرجال لم لا تستأجر هذا الرجل فإنه رجل قوي وامين " يَا أَبَتِ اِسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْر مَنْ اِسْتَأْجَرْت الْقَوِيّ الْأَمِين " جاءه الشيخ الكبير قال يا موسى اريد ان اعرض عليك عرضا قال ما هو ؟ قال عندي فتاتات اختر ما تريد فتزوجها اختر اي واحدة تريدها قال المهر ؟ ما عندي شئ قال اعمل لدي ثمانية سنين فإن اكرمتني اعمل لدي عشر سنين " قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِين " ، وافق موسى عليه السلام وتزوج احدى الفتاتين وعاشوا في مدين ليس فقط ثمانية سنين بل عشر سنين كرما من موسى عليه السلام ، اكرمه الله عز وجل بأن تزوج وعاش حياة سعيدة بعيدا عن فرعون وجنوده .
لما قضى موسى عليه السلام عشر سنين في مدين رزقه الله عز وجل زوجة واولادا وخيرات كثيرة حن الى موطن رأسه الى بلده الى مصر فأخذ زوجته وأولاده ورجع الى مصر في الطريق في صحراء سيناء اضاع موسى عليه السلام الطريق في ليلة باردة ليلة مظلمة يسير موسى عليه السلام مع زوجته واولاده وقد اضاع الطريق فخاف على اهله ربما يهلكون من البرد ربما يأتي ما يفترسهم ربما يحصل ما يحصل ، كلما مشى موسى عليه السلام رجع الى نفس المكان ، فجأة رأى موسى عليه السلام من بعييد نارا فأنس بها موسى عليه السلام فرح بها ، فقال لأهله امكثوا هنا لا تتحركوا ، سوف اذهب الى النار ربما اجد اخدا يدلني على الطريق وربما اتيكم بشئ من النار تتدفأون بها " فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ " مشى موسى عليه السلام حتى وصل موسى عليه السلام في ذلك الوادي قرب الجبل الذي اسمه الطور وجد نارا فأستغرب موسى عليه السلام انه ليس هناك احد بقرب النار والمكان مظلم والليلة باردة والنار ليس بقربها احد ، فجأة سمع موسى صوتا يناديه ، يلتفت يمنة ويسرى من يناديني ؟ الصوت ليس كغيره من الاصوات " يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " الله اكبر انه الله عز وجل يكلم موسى "وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا" ولهذا سمي موسى كليم الله ، لاول مرة كلم الله موسى ، " إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ " خلع موسى نعليه ، " إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي * إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ " ثم قال لموسى ما تلك بيمينك ؟ فرد " قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى " القها يا موسى ، فإذا بالعصى تهتز كثعبان عظيم كأنه جان ، ففر موسى عليه السلام " فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ " فناداه الرب عز وجل يا موسى اقبل ولا تخف انك من الأمنين ، هذه اية من آياتي ، خذها بيمينك يا موسى ، فأقترب موسى فلما وضع يده عليها تحولت الى عصا ، يا الله اي معجزة هذه اذا رماها ثعبان وإذا اخذها عصا هذه هي الاية الاولى ، اما الثانية فضع يدك في جيبك تتحول الى بيضاء نور يتلألأ ارجعها مرة اخرى عادت كما كانت " لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى  " . انت مبعوث " اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ " في هذه الليلة المظلمة الباردة بدأت بعثة موسى عليه السلام ليذهب الى فرعون ليبلغه دين الله ويدعوه الى التوحيد .
امر الله موسى عليه السلام ان يذهب الى فرعون ليبلغه دين الله عز وجل ، فتذكر موسى عليه السلام انه قد قتل نفسا من قبل وان فرعون يبحث عليه بنفسه لقتله فكيف يذهب اليه بنفسه ؟ وتذكر ما حدث للسانه وهو صغير فطلب من ربه ان يرسل معه اخاه هارون نبيا معه لأنه افصح لسانا منه ، فأستجاب الله عز وجل لموسى طلبه ، قال الله عز وجل وهو يحكي عن موسى عليه السلام " قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ * وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ  " اجعله وزيرا لي اشدد به ازري فقال الله عز وجل " قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى " حصلت على ما تريد يا موسى ، فرجع موسى عليه السلام الى مصر ، فذهب الى اهله هناك كلم هارون اخوه ان الله عز وجل قد جعلك نبيا تؤيدني قال ماذا طلب الله منا ؟ قال ان نذهب مباشرة الى قصر فرعون وان نذخل اليه وان ندعوه لله عز وجل ، لما وصل موسى وبيده عصاه ومعه اخاه هارون الى قصر فرعون في الخارج اوقفهم الحراس قال ماذا تريد ؟ قال اريد ان ادخل الى فرعون فقال من انت حتى تدخل الى فرعون قال قل له موسى بن عمران فذهب الحارس الى فرعون فقال هناك من يطلب الدخول اليك قال من ؟ قال اسمه موسى قاال من ؟ اي موسى ؟ قال موسى بن عمران فقال فرعون موسى بن عمران بنفسه جتء الي وانا  كنت ابحث  عنه منذ زمن قال نعم هو في الخارج ، قال فرعون ادخله علي ، فدخل موسى عليه السلام وبيده العصا ومعه اخاه يمشي على عصاه بحالة رثة دخل موسى عليه السلام الى فرعون في قصره ليبلغ دين ربه ويدعو فرعون الى دين الله عز وجل .
لما دخل موسى عليه السلام الى فرعون وجد حوله الملأ المقربين لفرعون الوزراء اصحاب فرعون اجتمعوا ، فقال فرعون ما الذي جاء بك يا موسى ؟ فقال موسى عليه السلام يخاطب فرعون ويدعوه بكل لين قال " هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ * وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ " استغرب فرعون انت يا موسى الذي ربيناك عندنا في هذا القصر جئتنا وليدنا فربيناك حتى صرت رجلا وغبت عنا عشر سنين وفعلت فعلتك وقتلت نفسا ثم هرب ورجعت لتأتينا بدين جديد ماذا تقول يا موسى ؟  "قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ *  وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ" يذكره لما قتل نفسا خطأ ، موسى لم ينكر انه قتل نفسا ، قال قتلت وانا من الضالين فررت ثم رجعتم ادعوكم الى عبادة رب العالمين ، فرعون بدأ يستهذئ بموسى امام الملأ فقال له وسأله وظن انه لن يجيب قال فرعون "قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ " فإذا بموسى عليه السلام يرد عليه بكل جرأة "رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ" يريد موسى ان يسمع فرعون وكل من حوله دعوته الى التوحيد ، هذا الذي يزعم انه رب وانه هو الله كاذب انا ادعوكم الى من خلق السموات والارض وما بينهما ان كنتم موقنين ، فإذا بفرعون يغضب غضبا شديدا ويقوم من كرسيه وياندي الذين من حوله قال لهم الا تستمعون الى هذا الغراء الذي يتفوه به موسى ، فإذا بموسى عليه السلام يرد بكل ثقة " قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ* قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ" ان كان فرعون ربا فمن خلق اباءكم انه الله عز وجل ، فقال فرعون " قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ " انظروا للذي بعث لكم هو مجنون ، فلم يبالي موسى عليه السلام ، قال له انا مجنون عندما ادعوكم لله عز وجل " قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ " فقضب فرعون وقال للذين حوله ما علمت لكم من اله غيري يا موسى لئن لم تسكت عن هذا الكلام لأجعلنك من المسجونين " قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ " اين العقل الذي عندك يا فرعون ؟ لم لجأت الى السجن ؟ دائما هذه حجة ودليل الضعفاء الكاذبين الذين ليس لهم حجة لما يقولون لكن فرعون مسكين ما درى ان موسى لا يبالي بالسجن بل موسى عليه السلام لا يبالي لا بسجن لا بتعذيب ، فرد عليه موسى ويريد ان يقلب الحديث في صالحه فقال قبل ان تدخلني السجن قبل ان تمنعني ان ادعو الناس الى دين الله عز وجل دعني اريك اية بينة " قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ " فقال ما المبين عندك يا موسى ؟ انت الحديث لا تكاد تبين ، فرفع موسى عليه السلام عصاه في قصر فرعون والناس يشهدون فرماها فإذا هي ثعبان عظيم ، فقام الناس من مقامهم خافوا من عصى موسى عليه السلام "فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ " ، ثم رفع موسى بعد ان ادخلها في جيبه فإذا هي بيضاء نور يتلألأ ، فأنبهر كل الحضور ، هنا لم يعرف فرعون ماذا يفعل وماذا يصنع ، ترى ماذا فعل فرعون بعد هذا ؟ ماذا قال ؟ كيف تصرف ؟ هل انهذم ام تحدى فرعون في معركة وجولة اخرى ، وما الذي حصل لموسى ؟ هذا ما سنعلمه في الحلقة المقبلة ان شاء الله ، استودعكم الله ودمتم في رعايته ...


لتحميل القصة كمقطع صوتي


وللتعرف على قصة نبي أخر






هناك تعليق واحد :