الخميس، 5 يناير 2017

إبراهيم عليه السلام وقصة بناء الكعبة

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحلقة الثامنة من قصص الانبياء :-


الجزء الثاني :-
 مرحبا بكم في مدونة الحكواتي ، نذكر في الحلقة الماضية ان إبراهيم عليه السلام كان في العراق وكسر الاصنام وارادوا ان يحرقوهو وهو فتى صغير لكن الله عز وجل تجاه ثم استدعاه الملك الظالم الذي أسمه النمروت الطاغية ليجادله ويستهزء به بريد التكبر عليه يريد ان يسخر به اما الناس وابهته الله عز وجل ذلك الملك الطاغية ، إبراهيم في العراق دعى إلى الله عز وجل بأن يؤمن به إلا ابن اخيه لوط وزوجته سارة  ، وفي هذه الاثناء يريدون قتل إبراهيم الخليل يريدون ان يمكروا به ، اذن الله عز وجل الى إبراهيم ان يهاجر،  فهاجر من العراق إلى فلسطين أنها هجرة طويلة " فأمن له لوط وقال اني مهاجر إلى ربي انه هو العزيز الحكيم " هكذا الانبياء يهاجرون في الارض " قل سيروا في الارض فأنظروا كيف كان عاقبة الكافرين " خرج ابراهيم مع لوط عليه السلام معه سارة زوجته ووصلوا إلى فلسطين الأرض المباركة " ونجيناه ولوط الى الارض التي باركنا فيها للعالمين " واستمرإبراهيم عليه السلام مع زوجته سارة في فلسطين .
ارتحل إبراهيم عليه السلام مع زوجته سارة من فلسطين  إلى مصر يدعو إلى الله عز وجل وصل إلى مصر لم يكن هناك أحد يعبد الله عز وجل الا هو وزوجته ، وابتلي ابراهيم الخليل ببلاء آخر ، علم ان هناك ملك جبار ظالم في مصر يعتدي على النساء اذا سمع ان هناك زوجة لرجل اغتصبها واخذها عنوة وظلما ليغتصبها ارسل جنوده الى ابراهيم الخليل سألوه عن المرأه عن زوجته سارة فقال انها اختي يقصد إبراهيم الخليل اختي في الله لم يقصد انها  ليست بزوجته وإذا بالجنود يرجعون للملك فأصر الملك ان يأتي بهذه المرأه ذهب الجنود إلى ابراهيم فوجدا عنده زوجته سارة حاولوا أخذها منعهم ابراهيم الخليل لكنهم دفعوه ومنعوه وتخيلو كيف تأخذ زوجة انسان منه عنوة إلى ملك ظالم جبار، حبس ابراهيم الخليل في بيته يدعو الله عز وجل ان بتجي  زوجته سارة التي اخذت عنوة الى الملك الظالم لما دخلت اليه في قصره اخذت تدعو الله عز وجل ان ينجيها الرب عز وجل من هذا الملك الظالم فلما حاول ان يقترب منها فإذا بها تدعو الله عز وجل فسقط الرجل سقط الملك الظالم شل جسمه لم يستطع الحراك فنادها وقال لها ادعو ربك ان يشفيني فإن فعلت ونجاني ربك فإني لم اقترب منك مرة أخرى ، دعت الله عز وجل فإذا يغدر ويقوم ويعتدي عليها يحاول ان يقترب منها وهو يقترب دعت الله عز وجل مرة اخرى " ان من بجيب المضطر اذا دعى " فشل مرة أخرى  فناداها يستغيث بها ، فلما قام المرة الثانية حاول ان يعتدي بسارة للمرة الثالثة فدعت الله عز وجل " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعى" فإذا به يشل المرة الثالثة فينادي سارة ويقول لها ادعي ربك ان يشفيني فلما دعت الله وشفي وقام ونادى جنوده فلما دخلوا اليه قال خذوها فإنها شيطانة واعطاها امة من امائه اسمها هاجر رجعت سارة معها هاجر إلى ابراهيم الخليل سألها ما الذي حصل ؟ فقالت نجاني الله عز وجل من الرجل الظالم واخدمني هاجر ، فإذا سارة وابراهيم وهاجر يعودون إلى فلسطين مرة أخرى لتبدأ مرحلة جديده من مراحل الخليل ابراهيم عليه السلام .
رجع ابراهيم الخليل وزوجته سارة وهاجر الي فلسطين ، فلما رأت سارة ان ابراهيم الخليل كبر في السن ولم ينجب فأعطته هاجر قالت خذها ربما يرزقك الله الولد ، فتزوج ابراهيم عليه السلام هاجر فأنجبت هاجر اول ولد لأبراهيم الخليل وسماه إسماعيل عليه السلام ، فرح ابراهيم عليه السلام كثيرا بهذا الولد فغارت سارة وارادت ان يبتعد هو وهاجر  عنها ، فأوحى الله الى ابراهيم ان هاجر انت وزوجتك هاجر وابنك اسماعيل الى أرض قاحلة إلى واد غير زي زرع ولا بشر اي ارض هذه ؟ انها مكة ، فزهب ابراهيم ومعه هاجر وابنه إسماعيل الرضيع وذهب بهم إلى ارض قاحلة إلى ارض لا زرع فيها لا ماء فيها لا انس فيها لا حياة فيها فوضع ابراهيم عليه السلام في مكان وليس معهما الا شي من ماء وتمر وتركهما فذهبت خلفه هاجر تقول يا إبراهيم لم تتركنا ؟ وهو لا يرد عليها وتسأله وهو لا يرد عليها ، حتى سألته الله امرك بهذا ؟ فقال نعم امرني ربي جل وعلى " وعلى الله فليتوكل المؤمنون " هنا قالت هاجر إذا اذهب فلن يضيعنا الله ، تركهما ابراهيم الخليل في واد لا زرع فيه ولا ماء واد بين جبال ، وزهب ابراهيم علي رأس جبل وأخذ يدعو الله " ربنا اني اسكنت من زريتي بواد غير ذي زرع " انها مكة ، بقيت هاجر وإسماعيل رضيع نفز الطعام نفز الماء والطفل يبكي ويصيح ماذا ستفعل الان ؟ هي تعلم ان الله لن يضيعها ، فصعدت إلى ارض مرتفعة اسمها الصفا ثم صعدت إلى ارض أخرى أسمها  المروى فأخذت تسعى من الصفا إلى المروى تنادي هل من مغيث ؟ سبع اشواط وأنتهت في المروى ، فلما انتهت هناك سمعت صوتا عند ولدها فأذا ظل شخص عند اسماعيل الرضيع الذي يبكي من شدة الجوع والعطش فركضت إلى ابنها تنجده فاذا هو جبريل بنفسه قد نزل فإذا وهو يضرب الارض بجناحه واذا الارض تنبع ماء اي ماء هذا ؟ خير ماء على وجه الارض أنه ماء زمزم اطهر ماء الماء المبارك فلما ظهر شئ من  الماء اسرعت ام إسماعيل لتسقي ولدها وتستعجل ولو تركت هذا الماء لصار زمزم نهرا يجري وماء معينا ، سقت ابنها وشربت من هذا الماء ثم قال لها جبريل عليه السلام لم ترككما ابراهيم ؟ قالت تركنا لله عز وجل قال جبريل اذا لن يضيعك الله وقال لها في هذا المكان سيكون بيت الله وسيبنيه هذا  الغلام وأبوه ، عاشت هاجر وإسماعيل في هذا الوادي ورزقها الله عز وجل الثمرات والخيرات ، فمرت قافلة من الجنوب من جرهم قبيلة من العرب فرأت طيرا يمر في المكان فجأت ورأت الخير وأستأذنوا ام إسماعيل فأذنت لهم إم إسماعيل فعاش العرب في تلك البقعة المباركة وبدأت قصة مكة .
إبراهيم عليه السلام وهو في فلسطين يذهب يتفقد ابنه الرضيع الذي في مكة ، بلغ معه السعي بدأ يلعب معه ، أحبه ابراهيم عليه السلام جاءه على كبر فلما بلغ معه السعي بدأ يلعب ويعين اباه قال يا بني ان الله عز وجل أمرني بأمر ، ما الذي امرك به يا ابي ؟ قال امرني بأن اذبحك لرؤيا رأها ابوه انظروا إلى رد اسماعيل عليه السلام " يا ابتي افعل ما تأمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين  " اي اختبار هذا ؟ اي بلاء هذا ؟ " فلما اسلما وتله للجبين  " فلما سلم امره لله وضع صخرة على الارض واحد السكين فقال الابن لأبيه ضع وجهي على الارض قال لما ؟ قال حتى لا تنظر إلى وجهي فترحمني ، ابراهيم الخليل جر السكين على رقية ابنه فلم تقطع فإذا بأسماعيل يقول لابيه شد علي أنه امر الله عز وجل ويشد ابراهيم ولكن السكين لم يقطع ونجح ابراهيم في الاختبار " وناديناه ان يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا " سمع منادي من السماء نجحت في الاختبار ، ونظر الى السماء فإذا بكبش عظيم " وفديناه بذبح عظيم " انذل الله كبشا فداء لأسماعيل عليه السلام فذبحه إبراهيم عليه السلام نيابة  عن ابنه  اسماعيل ، اي  اختبار هذا ؟ " ان هذا لهو البلاء المبين " .
إبراهيم عليه السلام مع زوجته سارة يعيشان في فلسطين ، وكان إبراهيم عليه السلام معروف بكرمه للضيوف لا يدع يوما الا وضيف فيه ضيفا ، في يوم من الايام رائ ثلاثة من الناس غرباء لا يعرفهم لا يرى عليهم أثر السفر ، ضيفهم ابراهيم في بيته فلما دخلوا عليه قالوا سلاما قال سلام قوم منكرون اي ابراهيم لا يعرفهم الوجه قد استنكرها ، فأسرع إبراهيم إلى اهله مسرعا فذبح عجلا شواه طبخه فقربه اليهم لكنهم لم يمد احد يده ، ضيوف لا يأكلون الامر فيه شئ " قال الا تأكلون " لم يأكلوا " فاوجذ  منهم خيفة " لما رأوا ابراهيم قد خاف قالوا له لا تخف نحن ملائكة الرحمن انا جبريل وهذا ميكائل وهذا اسرافيل اعظم ملائكة الرحمن قد اتينا لك ، قال ما الذي جاء بكم ؟ قالوا ارسلنا الى قوم لوط لندمر هذه القريه ( سنذكر قصة قوم لوط في الحلقات القادمة ) فسمعت سارة فضحكت واستبشرت القوم الظالمون سيدمرهم الله عز وجل فلما سمعوها تضحك بشروها بولد قد يأتي لها بعد طول عمر وبعد زمن طوييل وقد كبرت في السن وبشرت بأسحق وليس هذا فقط بل سترين ابن اسحق أيضا وهو يعقوب عليه السلام فقالت " يا ويلتا االد وانا عجوز وهذا بعلي شيخا ان هذا لشئ عجيب " ردت الملائكة على سارة " قالوا اتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت أنه حميد مجيد " لا تتعجبي انه أمر الله عز وجل .
كان إبراهيم عليه السلام يمر على زوجته هاجر وولده إسماعيل عليه السلام في مكة ، في يوم من الايام جلس ابراهيم عليه السلام إلى ابنه اسماعيل قال يا بني ان الله يأمرني ان ابني في هذا الوادي بيتا يكون هذا البيت لعبادة الله عز وجل ولتوحيده عز وجل ، قال يا ابي وما تريد مني ؟ قال اريدك ان تعيني يا بني ، فقام إسماعيل يجمع الحجر في الوادي وإبراهيم الخليل يرفع القواعد ويضع الأساس ويبني بيت الله عز وجل اي بيت هذا ؟ انها قصة الكعبة " وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت وإسماعيل " يرفعان الاحجار حجر تلو حجر لم يكن بالصورة التي هي عليها اليوم بل كان بيتا عاديا أحجار يسور هذا البيت ليكون مكانه الطواف  ومزار للناس يزورنه من العالم كله اليوم الملاين تحج إلى هذا الييت ، كان وادي لم يكن حتى الماء فيه لم يكن فيه شئ من الزرع او الحياة ففجر الله فيه اطهر ماء ثم بني فيه أعظم بيت " ان اول بيت وضع للناس للذي بمكة مباركا هدى للعالمين فيه ايات بينات مقام ابراهيم " كان ابراهيم عليه السلام يقف في مكان سمي بمقام ابراهيم ليرفع الحجر فوق الحجر ، وهما يبنيان هذا البيت كانوا يدعويان الله عز وجل " ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم وتب علينا انك انت التواب الرحيم  "  يدعوان الله ان يتقبل منهما بناء الكعبة حتى تبقي حجر واحد قال إبراهيم الخليل يا بني اتني بآخر حجر اضعه في هذا الركن قال يا ابي تعبت قال يا بني اذهب فذهب بعيدا اسماعيل عليه السلام فجاء جبريل قال ما تريد يا إبراهيم ؟ قال اريد حجرا اضعه في هذا المكان ، قال خذ هذا الحجر انه حجر من الجنة فوضعه ابراهيم الخليل وسمي الحجر الأسود ، قيل كان ابيضا قصار اسودا بذنوب الناس لا زال الحجر الى اليوم موجود وما زالت الكعبة شاهدة .
إلى هنا ينتهي الجزء الثاني من الحلقة الثامنة من قصص الانبياء ( قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام  ) نلتقيكم في الحلقة القادمة ان شاء الله ......
                            

0 التعليقات: