الاثنين، 30 يناير 2017

قصة سيدنا أيوب عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الخامسة عشر من قصص الانبياء




نذكر في قصة نبي الله اسحق عليه السلام ان الله عز وجل رزقه بولدين الاول سماه العيص وهو والد الروم والثاني يعقوب عليه السلام ، اما العيص ابو الروم من ذريته جاء ولد اسمه ايوب عليه السلام ، قصة ايوب عليه السلام قصة عظيمة ، كل منا اذا ذكر ايوب ذكر الصبر ، فالصبر وايوب عليه السلام قرينان ، هذا النبي الذي ابتلاه الله عز وجل بالنعم والمصائب ، رزقه الله نعما كثيرة ، المزارع والخيرات والثمرات ، فرزقه الله عز وجل مالا كثيرا وفيرا ، ورزقه الله زوجة صالحة ، وعنده من الخدم ما عنده ، ورزقه الله اربعة عشر ولدا وبنتا ، انظروا هذا الخير كله ماذا يريد الانسان اكثر من هذا ؟ .
فجأة بدأ البلاء في هذا النبي ، بدأ البلاء بمرض دب في حتى قعد على الفراش ، وبدأ يفقد اولاده واحد بعد الاخر ، خسر كل امواله ، سبحان الله كيف يفقد الانسان امواله فجأة وامواله سرعة ولم يفضل له شئ في الدنيا ، وايضا خدمه تركوه واحد تلو الاخر . ايوب عليه السلام كان مهيئا لمثل هذا البلاء . 
اشتد المرض بأيوب عليه السلام لم يكن يتحرك شئ في جسمه الا لسانه يذكر الله عز وجل به ، كل فترة من الزمن يسمع بموت ابناءه حتى فني اولاده جميعا ، لم يبق منهم احد ، ولم يبق له شئ في الدنيا الا زوجته تخدمه وتأتي له بالطعام يأكل ويشرب " وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ " ثمانية عشر سنة وهو على هذه الحال ، اي صبر صبره ايوب عليه السلام ؟ "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ" نحن وكل ما نملك لله عز وجل ، ايوب عليه السلام  ضرب احسن الامثلة في الصبر وكان دائما يذكر الله عز وجل " نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖإِنَّهُ أَوَّابٌ " كان نبيا صابرا لم يكن يتأفف ابدا لم يكن يجزع ، زوجته كانت تخدم الناس وتقبض بعض دريهمات فتشتري طعاما وتطعمه ،  في يوم من الايام جاءت الى ايوب عليه السلام قالت يا ايوب انت نبي يستجيب الله عز وجل لك ادعو الله عز وجل سيشفسك ، فقال لها ايوب عليه السلام قال لها ارأيت كم سنة كنت معافا ؟ قالت سبعين سنة لما اصبت بالمرض كان عمرك سبعين سنة ، قال انعم الله علي بالعافية سبعين سنة ، افلا يحق لي ان اصبر بالمرض سبعين سنة اخرى "  إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖإِنَّهُ أَوَّابٌ" تقطع جسمه وهو على الفراش هجره الاحباب والناس خاف الناس ان ينقل المرض اليهم ، زوجته تذهب لتخدم الناس  في البيوت لتأتي بالطعام لأيوب عليه السلام ، لكنها تطرد من البيوت فهذا يطردها وهذا لا يشغلها وهذا يمنعها ، كيف تطعم ايوب عليه السلام في زمنهم كان ضفائر الشعر تباع ، فقصت ظفيرتها وباعت شعرها ببضع دريهمات ثم اشترت طعاما وجاءت به الى ايوب ، وايوب عليه السلام كان يعلم ان الناس طردوها ، قال لها الم اعلم ان الناس طردوك من العمل ؟ قالت نعم يا نبي الله ، كل الطعام ثم اخبرك ما الذي حصل ، قال لا والله لن أكل ، اخبريني ما الذي حدث من اين جئتي بالطعام قالت كل يا نبي الله انت  جائع انت مريض ، قال لها لن أكل حتى تخبريني ، فقالت له وكانت صادقة انني قصصت شعري وبعته ، وكشفت خمارها ، ورأى شعرها قد قصته لتأتي بالطعام ، هنا بلغ ايوب عليه السلام قمة الصبر ، دعى ايوب ربه فقال " وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ "  حتى دعاءه لم يكن بأسلوب الشكوى لم يكن مباشرا ،  ايوب عليه السلام صبر طوال هذه السنين لكن لما رأى زوجته هنا شكى لله عز وجل ، من يتصور شخص هذا البلاء ليس يوم ولا شهر ولا سنة ولا سنتين بل ثمانية عشر سنة على الفراش طريحا وزوجته صارت خادمة للناس بعد ان كانت هي تخدم ، وفقد كل ابناءه ، اولاده الزين انتظرهم ليكبروا ويخدموه ولكن حقا ، " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " كل من صبر فإن الله عز وجل سينجيه .
كان لأيوب عليه السلام اخوان دخلا عليه في بيته في يوم من الايام وهو على الفراش طريحا ، فلم يقتربا منه من رائحة المرض ، قال احدهما للاخر وايوب عليه السلام يستمع اليهما ، لقد علم الله عز وجل من ايوب ذنبا عظيما فأنزل فيه هذا البلاء فسمعهما ايوب عليه السلام وليته لم يسمع ، فتوجه الى ربه عز وجل فقال اللهم ان كنت تعلم انني لم ابت قط شبعانا وقد علمت ان جائع في الارض فصدقني ، فصدقه الذي في السماء وهما يسمعان ، ثم قال اللهم ان كنت تعلم اني لم ابت بقميصين اتنين واعلم عن عاري في الارض فصدقني فصدقه الله عز وجل وهو اسمع من اقرب الناس اليه هذا الكلام يتوجه بقلبه الى السماء والله عز وجل يصدقة واخوانه يسمعون ، واشتد البلاء بأيوب عليه السلام وكانت مدته ثمانية عشر سنة ، كان اذا اراد ان يقضي حاجته تعينه زوجته كي يقضي حاجته ، وفي يوم من الايام اراد ان يقضي حاجته فلم يجد زوجته استقطأها قام عليه المقام اذداد همه وضاق صدره هجره الاصحاب ثمانية عشر سنة وهو بهذا الحال لسانه لا يفتر من ذكر الله عز وجل "  وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَن " تخيلوا بعد البلاء والهم الذي هو فيه يقول وانت ارحم الراحمين لم يجزع ابدا ولم يمل ، في يوم من الايام وهو في بيته على فراشه الله عز وجل يوحي الى ايوب عليه السلام ، يا ايوب بدأت ساعة الانفراج ، اللحظة التي تنتظرها طوال السنين ، يا ايوب الان سيبدا الفرج ، حرك رجليك يا ايوب ، فإذا به يضرب برجليه على الارض ، وإذا الماء ينبع من تحت قدميه في بيته بدأ الماء يتكاثر الماء مبارك  .
 " ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ" يا ايوب اغتسل من هذا الماء ، فإذا بأيوب عليه السلام يغتسل فيزول مرضه تماما ،  ثم يا ايوب اشرب من هذا الماء اشرب شيئا قليلا ، فلما اغتسل زال مرضه الخارجي ولما شرب زال مرضه الداخلي ، ايوب عليه السلام بدأ يشرب من الماء اذا المرض الذي طال به ثمانية عشر سنة زال في لحظات يسيرة انه الله عز وجل ،"وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشفين " بدأ الشفاء ينزل من ربنا عز وجل وبدأ ايوب عليه السلام يتحرك ، ارجع الله له صحته وعافيته ، بل ارجعه الله عز وجل الى شبابه مرة اخرى ، عاد بجماله عاد بقوته قام من مكانه قام يتحرك ، دخلت زوجته اليه في البيت تبحث في الفراش ، اين زوجي ؟ ماذا حدث ؟ بدأت تبحث في الدار يمنة ويسرى فوجدت شابا قويا وسيما يشبه ايوب عليه السلام ،  فسألته هل رأيت نبي الله المبتلى ؟ فإنك والله اكثر الناس شبه به ، فضحك ايوب عليه السلام وقال لها انا زوجك انا ايوب ، فقالت اتهزء بي ؟ قال والله انه انا انا ايوب ، فبكت وهي فرحة قالت كيف حصل هذا ؟ من رد اليك صحتك ؟ من رد اليك عافيتك ، قال انه الله عز وجل " أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ  " ليس هذا فقط بل دعى الله عز وجل فأرجع له زوجته العجوز ارجعها الله الى شبابها والى عافيتها ، ليس هذا فقط ، رزقه الله عز وجل اولادا كأولاده وبنات كبناته ، بأعيانهم وأوصافهم واعدادهم مرة اخرى ، ليس هذا فقط حدائقه وامواله التي فقدها وخدمه الذين ذهبوا ارجعها الله عز وجل مرة اخرى ، بل كان الذهب يتصاقط عليه من السماء فيجمعه ايوب عليه السلام  فيقول الله عز وجل انت تصنع هذا فيقول ايوب عليه السلام لا غنى لي عن فضلك يا رب "  فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ "
الى هنا تنتهي قصة سيدنا ايوب عليه السلام نلقاكم في حلقة قادمة ان شاء الله ...

 لتحميلها كمقطع صوتي 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


 لتحميل قصة أخرى من قصص الأنبياء 





0 التعليقات: