الأربعاء، 11 يناير 2017

قصة سيدنا يوسف عليه السلام

 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحلقة الثانية عشر من قصص الانبياء 



قصة سيدنا يوسف عليه السلام واخوته  :-

في هذه الحلقة سنتحدث عن احسن القصص سماها الله عز وجل احسن القصص ، نذكر لما تكلمنا في قصة يعقوب عليه السلام ان الله رزقه اثنى عشر من البنين كان منهم ولد جميل سماه يوسف ، يوسف عليه السلام اعطاه  الله عز وجل الشطره الحسن قال هذا  الغلام الجميل يالي هذا الغلام الخلوق الذي احبه حبا جما و ابوه وتعلق به لانه كان احسن احسن اولاده خلقا وخلقا ، في يوم من الايام وكان غلام صغير لم يبلغ الحلم ، رأى في المنام رؤيا فجاء لأبيه وقال يا ابتي ، قال ابوه نعم يا بني قال رأيت امرا في المنام ، قال وماذا رأيت " يأبت اني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين " كيف تسجد الشمس اصلا وكيف يسجد القمر وكيف تسجد الكواكب وكيف فهم الغلام الصغير ان هذه كلها سجدت له ، ابوه يعقوب عليه السلام علم ان هناك امرا وشئ سيحدث لهذا الغلام ، ورأى علامات وحسد من اخوته له " قال يابني لا تقصص رءياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا ان الشيطان للأنسان عدو مبين " اجتباه الله عز وجل يوسف عليه السلام الله عز وجل يرعاه ، يكبر الغلام شيئا فشيئا ، اما اخوته فقد حسدوه ، العشرة عدا بن يامين حسدو يوسف عليه السلام واخوه الشقيق وها هم يجلسوا العشرة يتأمرون على يوسف " لقد كان في يوسف واخوته ايات للسائلين " جلسوا يتأمرون على يوسف ، قالوا ان يوسف وبن يامين اخوه احب الى ابينا منا ونحن عصبة ، وهل الحب يكون لأجل القوة ؟ الحب من الاب لأولاده من اجل الاخلاق لأجل البر لكنهم للأسف لم يكونوا اخلاقهم حسنة مع والديهم مع هذا يحتارون لم ابونا يحب يوسف اكثر منا " اذ قالوا  ليوسف واخوه احب الى ابينا منا ونحن عصبة  اليلة كترت عليكم إن ابانا لفي ضلال مبين " نحن ذوي قوة وكثرة ومع هذا يحب يوسف اكثر منا انظروا الى سوء الادب وهل يقال هذا عن الانبياء ؟ . اذداد حسدهم وحقدهم على يوسف ، وصل بهم الامر " اقتلوا يوسف او اطرحوه ارضا يخلو لكم وجه ابيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين  " اما ان نقتله او نرميه في ارض بعيدة لا يعرف كيف يرجع لأبيه ، اي معصية يريدون ارتكابها ؟ يريدون ان يقتلوا اخيهم ، هل يجرؤ الانسان على هذا الفعل انه الحسد الذي يعمي القلب ويعمي العين فدخل احد اخوانهم قيل هو اعقلهم وقال لهم " لا تقتلوا يوسف والقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة ان كنتم فاعلين " ارموه في بئر ، اذا اردتم التخلص منه اياكم ان تقتلوه لم القتل ؟ ارموه في بئر تأتي اي قافلة تأخذه بعيد منكم ثم تبقون وحدكم مع ابيكم ان كنتم فاعلين . 
اتفق اخوة يوسف على هذا الرأي ان يجعلوه في غيابة جب في بئر مظلم ، ارادوا وضع اخاهم الصغير في بئر ربما يموت فيه لا يهمهم اهم شئ ان يتخلصوا منه واتفقوا ان يضعوه في ذلك البئر وان يرموه فيه ثم جاءوا لأبيهم بعد ان مكروا ، واذا بهم يحسنون الى يوسف عليه السلام اي احسان مسحوا على رأسه ابتسموا في وجهه نظروا اليه وابوه ينظر ما الذي يحصل ؟ تغير الاخوة لحظة واحدة قالوا يا ابابنا نريد ان نذهب مع اخينا نلهو ونلعب ونمزح معه كل يوم هو في البيت معك دعه يخرج مع اخوانه " قالوا يأبانا مالك لا تأمنا على يوسف وانا له لناصحون  " نحن نحبه ونخلص له يا ابانا اي مكر مكروه ؟ " ارسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون " اما الغلام كان يحب هذا كان يحب ان يذهب مع اخوانه يلعب معهم ، ولم يدري يوسف ما الذي خططوا له ، قال يعقوب عليه السلام انني لا اتحمل ان افارقه ساعة فكيف ادعه يذهب معكم " قال اني ليحذنني ان تذهبوا به واخاف ان يأكله الذئب وانتم عنه قافلون " واخاف من امر اخر هو غلام صغير لا يستطيع ان يدفع عن نفسه ، فربما اكله الذئب ، قالوا يا ابانا نحن رجال ذوي قوة ونحن عصبة فكيف يأكله الذئب " " قالوا لأن اكله الذئب ونحن عصبة انا إذا    لخاسرون " كم فرح الغلام يوسف عليه السلام في تلك الليلة لما وافق ابوه فرح فرحا عظيما ، انه سيخرج مع اخوانه ، اخوانه الذين كرهوه كل تلك السنين الان احبوه فجأة الان ارادوا له الخير وهو لا يعلم ماذا خططوا له .
يوسف عليه السلام يخرج مع اخوانه في يوم سعيد ليلهو معهم اول مرة يخرج مع اخوانه ، وصلوا الى بئر حملوا الغلام ليلقوه في ذلك البئر وهو يظن انهم يلعبون معه ، تعلق بالبئر ، خاف ان يسقط خاف ان يقع في غيابة الجب سأل اخوانه ماذا تفعلون ؟ وهم كانوا عليه يضحكون ويقولون له الان يا يوسف تعرف مكانتك عند ابيك الان لتهلك حياتك حب ابيك لك لينفعك الان ، ثم اسقطوه في البئر المظلم تحته الماء ، تعلق يوسف عليه السلام الغلام بصخرة وجلس عليها وهم يتضاحكون على شفير البئر ، وهو يناديهم سأموت في هذا البئر المظلم سأموت في هذه الظلمات ماذا تفعلون ؟ وهم يضحكون ، وهو لا يسمع الا صوت ضحكاتهم ، ثم تركوه وهم يضحكون وهو في ذلك المظلم لا يرى من فوقه الا شفير البئر النور منه يتناقص والمياه تحته وهو على صخرة قد جلس فيها ويقول سأموت غرقا في هذا البئر او ستأتي دابة ستقتله ام يموت بالجوع والعطش ، " فلما ذهبوا به واجمعوا ان يجعلوه في غيابة الجب "، في تلك الاحيان قذف  الله عز وجل في قلبه ان يا يوسف لا تخف لا تبالي ، سيأتي يوم من الايام تذكر اخوانك بما صنعوا فيك " واوحينا إليه لتنبأنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون " ستنبأ اخوانك بما فعلوه فيك وهم لا يدرون ، مرت الليالي الدقيقة ربما سنة من السنوات ويوسف عليه السلام في البئر ، كيف قضى هذه الليالي ؟ الرب عز وجل يريد ان يعلم يوسف عليه السلام ، يا يوسف تربى وتعلم فإنك ستكون نبي من الانبياء لن تصل الى مرحلة النبوة الا تمر بهذه المراحل انها تربية الله عز وجل لرسله . سمع يوسف عليه السلام صوت اناس يمشون اذا به يصرخ اذا به ينادي صوت بشر ، انها رحمة الله بدأت . كان اخوانه نزعوا قميص يوسف عليه السلام قبل ان يلقوه في البئر ، ذبحوا شاة ولطخوا دمها بقميص يوسف عليه السلام ، وذهبوا الى ابيهم يعقوب عليه السلام ، قال لهم اين اخوكم ؟ الكل يبكي ، دخلوا على ابيهم وهم يتظاهرون البكاء ، فأخرجوا له قميص يوسف وكله ملطخ بالدم ، ويسأل يعقوب عليه السلام ماذا حدث ؟ " وجاءوا اباهم عشاء يبكون * قالوا يأبانا انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب " نحن كنا في سباق بيننا وبيت بعض ونزعنا بعض سيابنا ووضعناها وطلبنا من يوسف ان يحرسها لنا ، اي ذئب هذا ، هذا العزر الذي كنت اخاف عليه منه ، هذا قميصه يا ابانا وهو ملطخ بالدم ثم قالوا له " وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين " انت لن تصدقنا ، ثم قال لهم اين قميصه ؟ احس ان في الامر مكيدة ، فأعطوه القميص الملطخ بالدم الكاذب لكنهم نسوا ان يمزقوا هذا القميص ، قميص لغلام اكله الذئب ولم يمزق ؟ علم يعقوب عليه السلام ان في الامر مكيدة " قال بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل " .
وارسل الله عز وجل اليه قافلة من الابل معها بعض الرعاة والناس ومرت بالبئر " وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه " ثم ارسلوا واردهم يدلي دلوه لينزل الدلو ،واذا بيوسف عليه السلام يمسك بهذا الدلو ، فاذا بالراعي الذي انذل الدلو احس ان الدلو ثقيل رفعه ، انه ليس بماء ، ورفع الدلو ، فإذا بالوارد يقول " قال يا بشراء هذا غلام واسروه بضاعة والله عليم بما يصنعون " جعلوا يوسف عليه السلام بضاعة تباع وتشترا ، ذهبت هذه القافلة الى مصر من فلسطين متوجهة الى مصر ، ابتعد الابن عن ابيه مسافات بعيدة ، يوسف عليه السلام يباع ويشترى في اسواق مصر كبضاعة من البضائع ، اشتراه عزيز مصر يشتري يوسف بدراهم معدودة ، وقال لأمرأته اكرمي مثواه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا ، عاش يوسف في قصر عزيز مصر خادما او كولد لهم وابوه يعقوب صبر صبرا جميلا كيف عاش يوسف في هذا القصر وماذا حصل له ؟ هذا ما سنعلمه في الحلقة المقبلة ان شاء الله ........

0 التعليقات: