الأربعاء، 4 يناير 2017

قصة إبراهيم عليه السلام والاصنام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة السابعة من قصص الانبياء 

قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام :-

الجزء الاول :-

في الحلقة الماضية تكلمنا عن نبي الله صالح عليه السلام وذكرنا ان الله عز وجل اهلك قومه بالصيحة اهلك القوم الكافرون ولم يبقى الا صالح والذين آمنوا عاشوا في الأرض زمنا  والتوحيد منتشر حتى بدأ الشرك مرة اخرى وجاءت الشياطين تضل الناس عن دينها وبدأ الشرك يظهر في بلاد بابل وبدأ الناس يعظمون الاصنام ويعبدونها من دون الله عز وجل وعبدت الاصنام والاوثان حتى الكواكب من دون الله عز وجل فبعث الله نبيا هذا النبي نبي احبه الرب عز  وجل واتخذه الله عز وجل خليلا انه إبراهيم الخليل هذا الشاب الذي ولد في بابل وترعرع فيها ورأى الناس يعبدون الاصنام وما رضي بعبادتها وما رضي بأحوال الناس " ولقد آتينا ابراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين " الله عز وجل الهم هذا الفتى التوحيد والايمان وإذا به ينكر على قومه عباده الاصنام والاوثان واستنكر هذا الفعلل فأراد ان يدعوهم إلى آلله عز وجل وأول من بدأ به ابوه اقرب الناس اليه فدخل اليه يدعوه إلى الله عز وجل بأحسن أسلوب قال " يا ابتي لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا " استمر ابراهيم عليه السلام بدعوة ابوه وهو يصد ويأمره بعباده الاصنام فيردد ابراهيم عليه السلام صحيح انا اصغر منك وانت ابي لكنني قد اوتيت من العلم اكثر منك يا ابي " يا ابتي اني قد جاءني من العلم مالم يأتك فأتبعني اهدك صراطا سويا " واستمر إبراهيم عليه السلام في دعوة  ابيه " يا ابتي لا تعبد الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصيا يا ابتي اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا  " انك اذا عبدت الاصنام ستعبد الشيطان انا اخاف عليك يا ابي العذاب ، فرد عليه ابوه بكل قسوة قال يا إبراهيم اذا ما توقفت عن هذه الدعوة لأرجمنك ، ثم طرده لا اريد ان اراك في بيتي خرج ابراهيم وهو يقول لأبيه " قال سلام عليك سأستغفر لك ربي انه كان بي حفيا " سأدعو لك الله ما لم ينهني الله عن هذا ، هذه كانت دعوة إبراهيم لأبيه وهذا كان اسلوبه .
كان إبراهيم الخليل وهو فتى كان يخرج الى قومه فيراهم يعبدون اصناما وتماثيل وكان يستنكر عليهم هذه العباده ،  وفي يوم من الأيام قال لهم وبكل جرأه وشجاعة " ما هذه التماثيل التي انتهم لها عاكفون " كانوا يجلسون عند هذه التماثيل ويعبدونها كأنها خلقتهم ، فردوا عليه بكل جهل " قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين " فرد عليهم ابراهيم وقال انتم وآباءكم لفي ضلال مبين . كيف يجرؤ فتى مثل هذا يكلم قومه بهذا الكلام فقال " بل ربكم  رب السموات والارض وانا على ذلكم من الشاهدين " ثم هدد اصنامهم " وتالله لأكيدن اصنامكم بعد ان تولوا مدبرين " يوم من الايام إلا  واكيد  هذه الاصنام واهدمها هدما يهدد آلهتهم بكل شجاعة لم لأنه متوكل علي ربه عز وجل  .
خرج الناس وسمعوا ابراهيم يقول لأكيدن اصنامكم وما توقعوا  ان يفعلها فإذا بهم يخرجون ليوم الذينة ، فذهب إبراهيم إلى ساحة الاصنام فوجد عندها اللحوم والطعام والشراب وكل انواع القرابيل فسأل هذه الاصنام وهو يعلم انها لا تتكلم قال ما لكم لا تأكلون " مالكم لا تأكلون " حتى هذا الطعام وانتم لا تستطيعون اكله وهو يعلم انهم لا يستطيعون مالكم لا تنطقون ردوا علي اجيبوني فذهب إبراهيم عليه السلام وجاء بقدوم (مثل الفأس ) واخذ هذا المعول او هذا القدوم وضرب هذه الاصنام يكسر الهتهم التي ورثوها من أجدادهم وآباءهم اي قوة  اي جرأة من ابراهيم عليه السلام وهو فتى واخذ يضرب ويضرب فجعلهم جثاثا إلا صنم واحد " فجعلهمم جثاثا إلا كبير لهم لعلهم اليه يرجعون " وضع الفأس عند الصنم  الكبير الذي لم يكسره انظروا إلى عقله  انظروا إلى حكمته ، فإذاا بالقوم يرجعون فرحين ليروا امرا  عظيما حصل لهم اول ما ذهبوا إلى اصنامهم فإذا الاله صارت ترابا اخذوا يصيحون ويبكون وينادون في القوم " قالوا من فعل هذا  بألهتنا انه لمن الظالمين " انظروا الى الجهل والسفاهه فتساءلوا من فعل هذا بألهتنا اعدو جاءنا؟   فتكلم بعض الناس الذين سمعوا  ابراهيم " قالوا سمعنا فتا يذكرهم اذا قالوا له إبراهيم " فذهبوا الى ابراهيم الخليل فتى صغير فربطوه وجاءوا به امام  الناس جميعا ، الجميع غاضب يريدون الإنتقام من الذي فعل هذا بألهتهم " قالوا فأتوا به على اعين  الناس لعلهم  يشهدون " لتعقد المحاكمة وليشهد الناس جميعا الى هذا الفعل ، تجمع الناس جميعا على ابراهيم وهو فتى صغير ومنهم ابوه منهم اهلهه واقراباءه وكان صامدا وثابتا لا يبالي ، فسأله " أانت فعلت هذا بألهتنا يا ابراهيم " ، " قال بل فعلها كبيرهم هذا " لست انا بل هو هذاا الصنم الكبير الذي بيده المعول فسألوه  ان كانوا ينطقون ، فإذا بدأوا يلتفتون ببعضهم بعضا فإذا بهم ينكشفون ويفضحون ويعلمون ان ما هم يفعلوه هذا خطأ. فإذا هم يقولون حرقوهو وانصروا آلهتكم ان كنتم فاعلون .
اتفق الناس على حرق ابراهيم  الخليك وهو فتى يحرق لأنه دعاهم إلى الله تعالى لكنهم لا يعقلون ، ما وجدوا سبيل لايقاف إبراهيم عليه السلام الا ان يحرقوه " قالوا حرقوه وانصروا الهتكم ان كنتم فاعلين " الحرق لانه اشد انواع القتل تعذيبا وسبحان الله الالهه تنصر ولا تنصر ، قالوا اجمعوا الحطب لحرق ابراهيم الخليل ربطوه وحبسوه حتى يحرق بالنار فذهب الناس كلهم يجمعون الحطب ، جمعوا حطبا عظيما واشعلوا نارا عظيمه ووصلت النار الى مرتفع عالي حتى ان الطير اذا مرت من فوق النار سقطت من شدة حرها " قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم " نار عظيمة يريدون حرق ابراهيم الخليل فيها .
تجمع الناس في هذا اليوم ليروا كيف يحرق إبراهيم عليه السلام ومنهم ابوه  ومنهم امه وكان إبراهيم فتى صغير ، ارادوا الاقتراب من النار لألقاء ابراهيم فلم يستطيعوا لان النار عظيمة فربطوا ابراهيم الخليل في منجنيق ( ترمى به القزائف )،  انها اللحظات الاخيره سيحرق ابراهيم عليه السلام ، جاءهوا جبريل عليه السلام قال له يا ابراهيم تريد مني ان اساعدك ؟ تريد مني حاجة ؟ ورد ابراهيم فقال اما  اليك فلا فأما الى الله فنعم ، فحسبي الله ونعم الوكيل .
 بدأ ابراهيم عليه السلام يستعين بالله عز وجل ويدعو الله والقوم يشهدون حرق ابراهيم الذي ربط بحبال وألقي في النار ، فرمي الخليل في النار اسقط ابراهيم الخليل فيها نار عظيمه  ، فإذا ربنا عز جل يقول " قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم  " والنار مخلوقة لله عز وجل ، ولو قال الله بردا لمات إبراهيم عليه السلام من البرد لكن قال الله وسلاما ، ولو وقفت الاية هنا لصارت كل نار الدنيا بردا وسلاما ولكن قال الله عز وجل على إبراهيم ، قام الناس كلهم ليشهدوا كيف يحترق هذا الفتى ، فإذا لم يحترق منه الا شي واحد وهو الحبل الذي ربط به فقام إبراهيم وكبر وسجد لله تعالى شكرا لله والناس ينظرون ابوه وامه منهم الكل متعجب اما ابوه كان مشركا قال من قلبه نعم الرب ربك يا إبراهيم اما امه فنادت ابنها وهو في النار يصلي ويسجد لله تعالى قالت يا بني سل ربك ان ادخل إليك ، فدعا الله عز وجل فدخلت اليه في النار والناس ينظرون " فأرادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين " خرج ابراهيم من النار والناس خائفون الله اعلم كم مكث في النار لكنه بعد ما خرج لم يقترب الناس منه النار لم تحرقه اي رجل هذا ؟ هل آمنوا بعد هذا الكلام ؟ لم يؤمن به إلا ابن اخيه واسمه لوط الى الان ما ارسل وزوجته سارة اما بقية القوم كفروا به مع انهم رأوا هذه الأية ، ناداهو الملك واسمه النمروت هذا الملك الظالم نادى ابراهيم عليه السلام لما سمع الخبر قال ءأتو به  قال له يا إبراهيم سمعت انك فعلت كذا وكذا اتزعم ان لك رب ؟ قال نعم ربي الله الذي خلقني وخلق كل شئ ربي الله الذي يحي ويميت " الم ترى إلى الذي حاج إبراهيم في ربه ان اتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت  " النمروت ظالم طاغية ، فرد الملك بكل سفاهة قال انا احي واميت القضية احياء واماته سهلة فنادى رجل بالسجن قال لجنوده اقتلوه فقتلوه قال ارأيت امته ونادى رجل سوف يعدم قال اطلقتك وتركتك حرا قال ارأيت احييته ، احييت هذا وامت ذاك انها السفاهة وقمة الجهل" قال أنا احي وأميت " علم إبراهيم عليه السلام أنه يريد الجدال فقط هذا لا يعقل فطلب منه امر اخر فاحبره بشئ جديد لا يستطيع ان يفعله وهذا من تمام عقل إبراهيم قال أرأيت إلى الشمس كل يوم تشرق من المشرق وتغرب من المغرب هذا فعل الله عز وجل فما رأيك ان تأتي بها من المغرب يوما  " فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين  "  ظل ابراهيم الخليل يحج قومه بهت الملك بهت الناس وهم يرون هذه الآيات الكرام لم يستطيعوا فعل شئ لكنهم مع هذا لم يستجيبوا لإبراهيم فقرر ابراهيم مع ابن اخيه لوط وزوجته ساره ان يهاجروا ويبلغوا دين الله عز وجل اين هاجر ابراهيم ؟ وماذا فعل ؟ وهل رزقه الله عز وجل بالولد ؟ هذا ما سنعلمه الحلقة القادمه ان شاء الله .
إلى هنا ينتهي الجزء الأول من قصة إبراهيم عليه السلام نلقاكم في الجزء الثاني ان شاء الله .....
                                       

0 التعليقات: