الأربعاء، 11 يناير 2017

قصة سيدنا يوسف عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم  

الحلقة الثالثة عشر من قصص الانبياء




قصة سيدنا يوسف عليه السلام وأمرأة العزيز :-

في الحلقة السابقة تحدثنا عن يوسف عليه السلام كيف اخوانه اخذوه من ابيه والقوه في البئر ، ثم اخذ من البئر وبيع في الاسواق ، آتوا به الى قصر العزيز اخذ يخدم في قصر العزيز سنوات طويلة ، صار كالولد والخادم معهم حتى بلغ اشده واستوى ، اعطى الله عز وجل يوسف عليه السلام الشطر الحسن فهو جميل وحسن ، لما بلغ اشده وبلغ من الجسم ما بلغ وبلغ من الجمال ما بلغ ، فتنت به امرأة العزيز وإذا بها تتبعه من طريق الى اخر من غرفة الى اخرى تنظر اليه وتعلق قلبها به ، حتى جاء ذلك اليوم الذي قلغت فيه الابواب وطردت كل من في القصر وبقي هو معها ، وامرأة العزيز قد تجملت وتزينت وراودته عن نفسها " وراودته  التي هي في بيتها عن نفسه وغلقت الابواب وقالت هيت لك  قال معاذ الله انه ربي احسن مثواي انه لا يفلح الظالمون " قالت ليوسف وهو شاب اعزب قوي جميل هيت لك افعل ما بدا لك ، قال يوسف عليه السلام بكل قوة وجرأه معاذ الله ان ارتكب اثم مثل هذا ، ثن اقتربت امرأة العزيز ان تقترب من يوسف عليه السلام لكنه هرب منها يبحث عن باب مفتوح " ولقد همت به وهم بها لولا ان رءا برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين " ركض يوسف عليه السلام يبحث عن باب مفتوح " واستبق الباب وقدت قميصه من دبر والفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من اراد بأهلك سوء الا ان يسجن او عذاب اليم  " وهي تجره من قميصه من خلفه لتمزق القميص ويوسف عليه السلام يسرع الى باب يفتحه ، فلما فتح الباب وجد العزيز قد اقبل اليهما ، راودته عن نفسها وهي تتهمه بأنه هو الذي اراد الفاحشة ، اي فتنة هذه  نزلت على يوسف عليه السلام ؟ اي مصيبة نزلت علي يوسف عليه السلام ؟ هو الان في قصر العزيز والعزيز قد دخل عليه ووجد زوجته عند يوسف عليه السلام والمصية ان يوسف عليه السلام بلا قميص وفي اي مكان ؟ في غرقة امرأة العزيز ، وهي تبكي وتصيح وتقول لزوجها اسجنه او عذبه ، فإنه اراد ان يعتدي علي ، فقال يوسف " قال هي راودتني عن نفسي " وامرأة العزيز تبكي وصوتها مقدم على صوت يوسف عليه السلام ، ثم بعد ذلك احتار العزيز من يصدق ، يوسف عليه السلام الصديق الذي لم يكذب ابدا ، ام يصدق زوجته وهي تبكي ، هنا تدخل شخص من اقرباء زوجة العزيز وقال ءأتوني بالقميص الممزق وانا افصل لكم هذه القضية ، فإن كان ممزق من الامام فإن يوسف هو المخطئ ، وإن كان ممزق من الدبر الخلف فإن زوجتك هي المخطئة ، فتفحص الرجل القميص فوجده ممزق من الخلف فلما رأى قميصه قد من دبر التفت الى قريبته زوجة العزيز فقال " قال انه من كيدكن ان كيدكن عظيم " فعلم العزيز ان زوجته هي المخطئه ، لكن حتى لا يفضح في عرضه ولا يتناقل الناس كلام سئ عن بيت العزيز ، نظر الى يوسف عليه السلام المظلوم فقال له " يوسف اعرض عن هذا  " عن اي شئ يعرض ؟  هو لم يفعل شئ ، ثم التفت الى زوجته فقال لها " واستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين " .
علم يوسف عليه السلام ان النساء يمكرن به اما السجن واما ان يفعل ما يغضب الله عز وجل معهن ، في هذه اللحظات رفع يوسف عليه السلام يديه الى السماء فقال " قال ربي السجن احب الي من ما يدعونني اليه وإلا  تصرف عني كيدهن اصبو اليهن واكن من الجاهلين  " السجن افضل  الي من اي معصية ارتكبها ، وانتشر بين الناس ان يوسف عليه السلام كان يريد ان يعتدي علي امرأة العزيز ، فلما انتشر الخبر قرروا ان يدخلوا يوسف عليه السلام الى السجن ، وفعلا ادخل يوسف الى السحن ظلما وبهتانا ، يوسف عليه السلام عف نفسه وفرجه ولانه اطاع الله ونشر بين الناس انه اراد ان يعتدي علي يوسف عليه السلام ، كان هناك فتيان في السجن يراقبان يوسف عليه الاسلام لا يريانه الا يصلي ويعبد ويدعي الله فوجوده من المحسنين ، فجاءوا اليه وقال احدهم انا رأينا رؤية هل لك ان تعبرها ؟ " ودخل معه السجن فتيان قال احدهما اني اراني اعصر خمرا اني اراني احمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله انا نراك من المحسنين " فأخذ يوسف عليه السلام قبل ان يعبر لهم الرؤيا يذكرهم بالله عز وجل قال "  ياصاحبي السجن ءأرباب خير متفرقون خير ام الله الواحد القهار " الناس تعبد الاصنام والكواكب هل هذا افضل ام يعبدون الله عز وجل بعد ان دعاهم وعلمهم توحيد الله عز وجل جاء وقت تفسير الرؤيا ، قال لهم واحد منكما سيقي سيده خمرا ، سيخرج من السجن ما حدد حتى يتضايق الأخر ، اما الاخر فسيقتل  ثم يصلب وتأكل الطير من رأسه ، قضي الامر الذي فيه تستفتيان " اما احدكما فيسقي ربه خمرا واما الاخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الامر الذي فيه تستفتيان " ثم اتى الى الذي ظن يوسف عليه السلام انه سينجو ما أكد لأن العلم لله ،وقال له يا فلان اذا خرجت من السجن فأذكرني عند سيدك ربما ينظر في القضية مرة اخرى فأخرج من السجن " وقال للذي ظن انه ناج منهما اذكرني عند ربك " لكنه لما خرج من فرحه نسي يوسف عليه السلام في السجن ، فلبث يوسف في السجن بضع سنين ، قيل لبث سبعة سنين وقيل اكثر من ذلك الله اعلم كم لبث . 
في يوم من الايام استيغظ ملك مصر في رؤيا فزع منها ، فجمع الوزراء جمع الناس حوله فأحبرهم عن الرؤيا ، انها رؤية مفزعة فقال لهم " اني ارى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخرى يابسات يأيها الملأ افتوني في رءياي ان كنت للرءيا تعبرون " انه هناك سبعة بقرات سمان وسبعة اخرى عجاف يأكلن البقرات السمان ، لم يكن هناك احد استطاع ان يفسر هذه الرؤيا ، وكان هناك ساقي الملك ، ذلك السجين الذي نجى من السجن كان يسقي الملك الخمر ، والناس لم يفسروا الحلم " قالوا اضقاث احلام وما نحن بتأويل الرؤيا بعالمين " انها احلام لا معنى لها ، هنا تكلم ساقي الملك قال اعلم رجل يفسر لكم هذه الرؤيا قال الملك ومن هذا الرجل ؟ قال انه رجل في السجن اسمه يوسف وهو صادق امين ، فسر لنا رؤيا وكانت صحيحة ، قال الملك اذهب له واسأله عن هذه ، فذهب هذا الساقي الى السجن بعد سنوات ، دخل السجن فنادوا عن يوسف " يوسف ايه الصديق افتنى في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخرى يابسات  " الان اسمه صديق بعد ان سجنتموه في السجن سنوات ظلما ، افتنى يا يوسف في هذه الرؤيا ، مباشرة ولم يتردد يوسف عليه السلام ، قال " قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا ما تأكلون " سوف يأتيكم خير سبع سنين تزرعون والذي حصدتوه زروه في سنبلته الا القليل الذي تأكلونه ثم سيأتي عليكم سبع سنوات عجاف قحط ولن تزرعوا شى فسوف تأكلون الذي خزنتموه " ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن الا قليلا مما تحصنون *  ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون "  الملك عندما سمع هذا التأويل علم ان هذا الرجل من ورائه سر انه يتكلم عن مستقبل البلد عن اقتصاد البلد ، قال الملك اذهبوا الى هذا السجين فأخرجوه واريده في القصر حالا ، فلما جاءه الرسول لم يرضى يوسف عليه السلام ان يخرج من السجن ، كما دخلته مظلوما اخرج منه برئ ، اموت فيه حتى تظهر برأتي  اذهب الى الملك وقل له لن اخرج من السجن الا بشرط واحد ، ان تخرج النساء اللاتي قطعن ايديهن فسألهن لم قطعن اياديهن لم اتهمنني بعرضي وانا الشريف ، فإذا بالملك يرجع وينادي كل اللاتي اتهمن يوسف عليه السلام بعرضه ، جاء النساء الى القصر معهن امرأة العزيز فسألهن الملك ما خطبكم ؟ اذ راودتن يوسف عن نفسه ، كان الكلام الذي ظهر ان يوسف من اعتدى بكن هل هذا حقيقة ، فتكلم النسوة كلهن تكلموا " قلن حاشى لله ما علمنا عليه من سوء الان نطقت امرأءة العزيز وقالت " الان حصحص الحق انا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين  " الان جاء الملك بيوسف مرة اخرى الى القصر فقال له انك اليوم لدينا امين ، وظهرت براءة يوسف عليه السلام وانتشر بين الناس انه ادخل السجن ظلما وانه اليوم برئ ، فقال الملك اختر ما بدا لك يا يوسف ، قال اجعلني في خذائن الارض ، اني حفيظ عليم اجعلني وزير للمالية احفظ بلادكم واموالكم ليعلم الله على الناس الحكم بشرع الله عز وجل ، ما الذي سيحدث الان ؟ وما الذي سيحدث بين يوسف واخوته ؟ هذه ما سنعلمه في الحلقة القادمة ان شاء الله ......




0 التعليقات: