الأربعاء، 11 يناير 2017

قصة سيدنا شعيب عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم 


الحلقة الحادي عشرة من قصص الانبياء




تحدثنا في الحلقة الماضية عن نبي الله لوط عليه السلام وكيف نجاه الله عز وجل هو وابنتيه ، وكيف اهلك زوجته الكافرة ، وكيف دمر القوم الظالمين الفاسقون .
ليس بعيدا من قرى سدوم قرية تسمى مدين اشتهرت بالتجارة والبيع والشراء ، لكنها كانت تتعامل بالغش اسواقهم كلها ملئة بالغش والكذب والخداع وكثر من هذا ، وكانوا اذا جاء احد الى قرى مدين كانوا يأخذون عليه الضرائب ويقطعون عليه الطريق ، ارسل الله اليهم نبي الله شعيب عليه السلام وشعيب  نبيا عربيا ، ارسل الله لهم شعيب عليه السلام وكانوا يعبدون الشجر شجرة تسمى الايكة ، وكانوا يطففون في الميذان ويغشون فيه ويأخذون من الناس اموالا بغير حق وبتعاملون بالربى " والى مدين اخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره " ثم بعد توحيد الله عز وجل بدا يعلمهم هذا البيع هذه التجارة هذا التطفيف هذا الغش حرام لا يرضاه الله عز وجل " ولا تنقصوا المكيال والميزان اني اراكم بخير " يعني النعمة التي عندكم الحمد لله كافية لما تغشون الناس في اسواقكم وتجاراتكم " واني اخاف عليكم عذاب يوم محيط " وكانت من طبيعة قوم مدين انهم يخرجون خارج القرى ، فإذا رأوا قافلة قطعوا عليها الطريق ، كانوا قطاع طرق لا تمر عليهم من غافلة الا سلبو اموالها ، يأخذون من الناس الضرائب بغير حق وبغير خدمة يؤدونها للناس مع انهم كانوا ضعفاء كانوا قليلين وكثرهم الله عز وجل ولكن هم ما يتذكرون نعمة  الله عز وجل لهذا ذكرهم شعيب وقال " ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين " يعني تقفون على الناس في طرقهم فتقطهونها وتأخذون اموالهم .
قوم مدين بعد ان دعاهم شعيب عليه السلام الى عبادة الله وحده والى ترك البيع الحرام وغش الناس والاحتيال عليهم والبيوع المحرمة وقطع الطريق ، اخذوا يردون عليه بإستهذاء ذلك النبي الذي ارسله الله قوي اللسان لكنه ضعيف الجسد ، بدأ قومه يتكلموت عليه ، يقولون دينك يا شعيب صلاتك يا شعيب تتدخل ايضا بتجارتنا حتى بأسواقنا حتى ببيوعنا اي دين هذا الذي يتدخل بالبيع والشراء ؟ " قالوا يا شعيب اصلاتك تأمرك ان نترك ما يعبد آباءنا او ان نفعل في اموالنا ما نشاء " هذا ما قاله قوم شعيب لشعيب عليه السلام ، ثم اخذوا يستهزؤن بشعيب عليه السلام ، مع انه اعقلهم مع انهم افصحهم لسانا ، يقولون انك عاقل عندما تدعونا لهذه الدعوة " انك لأنت الحليم الرشيد " ما قصدوا انه حليم ورشيد لا لكنهم يستهزؤن به ، رد عليهم شعيب عليه السلام قال يا قوم ارأينم ان كان ديني هو الحق ان كنت قد جأتكم بالبينات " قال  ارأيتم ان كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا " قد يكون الذي املك قليلا ليس مثلكم لكم ثروات بالبيع الحرام والسرقة وقطع الطريق اما انا فرزقي قليل لكن حسن ومع هذا عندما حزرتكم من الحرام من السرقة من الغش فإنني والله يشهد على هذا لن افعل ما انهاكم عنه " وما اريد ان اخالفكم الا ما انهاكم عنه إن اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب  " انني لا اريد إلا الاصلاح والتوفيق الذي سيكون من الله عز وجل كل الانبياء على الله عز وجل  متوكلون .
شعيب عليه السلام اراد ان يحزر قومه قال يا قوم ليحملنكم ما تفعلونه في وشقاقكم لي ان ينزل عليكم عذاب من الله عز وجل ، الا تزكرون قوم نوح والطوفان ، الم تسمعوا بما فعل الله عز وجل بقوم هود و قوم صالح ، ليست قرى لوط عنكم ببعيدة لا زمنا ولا مكانا " ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي ان يصيبكم مثل ما اصاب قوم نوح او قوم هود او قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد " انظروا الى خوفه على قومه يقول انظروا الى قوم نوح كيف اهلكهم الطوفان تذكروا قوم هود كيف اهلكهم الريح تذكروا قوم صالح كيف دمرتهم الصاعقة قوم لوط التي اغرقها الله عز وجل وجعل عاليها سافلها ، ليست بعيدة عنكم ، احزروا عنادكم للأنبياء ان يصيبكم عذاب كما اصابهم ، فردوا على شعيب انظروا ماذا قالوا له استهزاء ، " قالوا يا شعيب لا نفقه كثير مما تقول " انه الاستهزاء انه الكبر ، هم يفهون لكن يعاندون ، ثم قالوا يا شعيب انا لنراك فينا ضعيفا " وانا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك  " لولا معزة قومك علينا لرجمناك يا شعيب ، معزة قومه على باقي الناس جعلتهم يقفون عند تعذيبه " وما انت علينا بعزيز " لست غالي علينا  انت رجل ضعيف لكن من اجل قومك وقبيلتك ، فرد عليهم شعيب عليه السلام " قال يا قوم ءارهطي اعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا ان ربي بما تعملون محيط " رد بكل ثقة ، قبيلتي اعز عليكم من رب العالمين ؟ يا قوم اقول لكم رب العالمين تقولون رهطي وقبيلتي ، لكنه العناد لكنه الكبر من قوم شعيب .
اشتد البلاء على قوم شعيب عليه السلام واستكبر قومه يريدون ان يخرجونه هو والذين امنوا معه من قريته وقالوا تعودون الى ملتنا فرد عليهم شعيب عليه السلام قال لو كنا كارهين ؟ لما اشتد البلاء رفع يديه الى السماء وقال على الله توكلنا ثم دعى الله عز وجل وقال " ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين  " ، وجاء اليوم الذي سينزل الله عز وجل العذاب ، لقد استكبروا وتجبروا وعاندوا وكذبوا نبيهم ، الان جاء العذاب " ولما جاء امرنا نجينا شعيبا والذين امنوا معه برحمة منا " نجى الله عز وجل شعيب والذين امنوا اخرجهم من هذه القرية ، فأصاب القرية حر شديد لم يستطع احد منهم ان يتحمل هذا الحر فوجدوا ظلة ، غيمة تظلل مكان ما ، فذهب اهل القرية رجالهم ونسائهم واطفالهم وشيوخهم ليستظلوا ، فإذا بهذه الغيمة تنزل شررا يحرق الناس " فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظله انه كان عذاب يوم عظيم " هذا جزاء تكذيب اللانبياء ، فذهبوا الى بيوتهم فإذا الارض ترجف من تحتهم " فأخذتهم الرجفة " تزلزلت الارض من تحتهم ، يالهول عذاب الله اذا نذل ، الارض ترجف والبيوت تتهدم في روؤس اصحابها ثم اخذتهم الصيحة  " ولما جاء امرنا نجينا شعيبا والذين امنوا معه برحمة منا واخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم  جاثمين " صيحة قطعت قبلوبهم كلهم فلم يبق منهم احدا ، لا ترى في القرية قوم مدين الا الجثث الهامدة لا تسمع فيهم صوتا لا ترى فيها حراكا " كأن لم يغنوا فيها الا بعدا لمدين كما بعدت ثمود " كما فعل الله بثمود ودمرها فعله لقوم مدين ودمرهم ولم بيق احد منهم واصبحوا جثثا هامدة ، دمر قوم مدين ونجا الله عز وجل نبيه شعيب عليه السلام والذين امنوا معهم وطويت صفحة من صفحات الانبياء ، في الحلقة المقبلة ان شاء الله سنتحدث عن قصة نبي هي من احسن القصص ، سماه الله عز وجل في القرأن احسن القصص ، الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم قصة يوسف ما اجملها من قصة حتى نلقاكم ان شاء الله في هذه القصة العظيمة ، والسلام عليكم .......
نلقاكم في الحلقة المقبلة ان شاء الله ...




0 التعليقات: