الأربعاء، 11 يناير 2017

قصة سيدنا يوسف عليه السلام

 بسم الله الرحمن الرحيم


الحلقة الرابعة عشر من قصص الانبياء







قصة سيدنا يوسف عليه السلام وقصة عودته لوالديه:-
 
 كلنا نذكر في الحلقة الماضية لما تكلمنا عن يوسف عليه السلام كيف نجاه الله عز وجل من السجن وظهرت براءته بعد ان صبر سنوات طويلة ، صار يوسف الان عزيز في مصر صار حاكما في مصر ، هو الذي يتحكم في الاموال في الغذاء في المحاصيل ،  جاءت السبعة سنوات الاولى ويوسف عليه السلام كان امينا على اموال الناس ، ثم جاءت السبعة سنوات القحط الجوع ، انتشر الجوع في مصر ومن حولها ، وصل الجوع والقحط الى فلسطين ، هناك يسكن يعقوب عليه السلام واولاده ، سمع الناس الفي البلاد المجاورة ان في مصر الخير بقي وان هناك رجلا عزيزا حاكما يوزع الخيرات والطعام على الناس اذا جاءوا ببضائع يستبدلونها بها ، اذا بيعقوب يرسل ابناءه العشر الى مصر وهو لا يعلم من عزيز مصر في ذلك الزمان ، قيل له ان وفد مت فلسطيت جاء ، دخل العشرة الى يوسف عليه السلام بعد سنين طويلة وهم لا يعرفهو ظنوا انه مات ، فدخلوا على يوسف عليه السلام فإذا بيوسف يعرفهم وهم لم يعرفوه " وجاء اخوة يوسف فدخلوا عليه وهم له منكرون " سألهم عن من بقي من اهلهم ، قالوا بقي ابونا بقي اخو لنا اسمه بن يامين ،قال لم تأتوا به ، قال ابانا لا يسمح لنا بأخذه ، قالوا لأن تأتوني مرة اخرى ، فأني لن اعطيكم طعاما الا إذا جأتموني بهذا الاخ لن اعطيكم اي طعام الا وتأتوني بأخوكم الصغير ، ثم بعد انا اعطاهم الطعام واخد بضائعهم ، قال لخدمه ارجعوا لهم بضائعهم مع الطعام بدون ان يشعروا ، فأخذوا الامتعة مع الطعام ويرجعون الى ابيهم يعقوب عليه السلام قالوا يا ابانا اعطانا هذا العزيز طعاما لكنه منعنا منه مرة اخرى الا بشرط ان نذهب بأخينا الصغير  بن يامين " قالوا يأبانا منع منا الكيل فأرسل معنا اخانا نكتل وانا له لحافظون " فتذكر يعقوب عليه السلام " قال هل امنكم عليه إلا كما امنتكم على اخيه من قبل فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين " ايسوا من ابيهم وذهبوا الى امتعتهم يفتحونها فلما فتحوها وجدوا بضاعتهم قد اخفيت في الطعام نفسه ، فرجعوا الى ابيهم قالوا يا ابانا انه رجل كريم وعزيز اعطانا الطعام وارجع لنا البضاعة " قالوا يأبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت الينا ونمير الى اهلنا ونحفظ اخانا ونزداد كيد بعير ذلك كيل يسير " هذا طعام يسير يا ابانا نذهب مرة اخرى ونأتي بالطعام انه رجل كريم الح على ابيهم ويعقوب عليه السلام لا يرضى لأنه يتذكر المكيدة الاولى لما اخذوا منه يوسف عليه السلام قبل سنوات طويلة ، وقبل بالامر ولكنه اشترط عليهم شرطا " قال لن ارسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتونني به الا ان يحاط بكم " ان تموتوا جميعا  اريد عهدا بينكم وبين الله عز وجل ، فأعطوا اباهم العهد ، وذهب الاخوة بأخيهم ووصاهم يعقوب عليه السلام اذا دخلتم مصر لا تدخلوا بباب واحد فأدخلوا متفرغين حتى لا يتربص بكم الناس ، فأنطلقوا من فلسطين الى مصر مرة اخرى . فوصل الاخوة الى مصر ودخلوا على يوسف عليه السلام وهم لا يعرفوه انه يوسف ، فلما دخلوا عليه عرف يوسف عليه السلام اخاه بن يانين فضمه اليه وآواه وقال له واخوانه لا يسمعون انا يوسف فعانقه ، ثم قال له يوسف لا تبتأس بما كانوا يفعلون ، ثم جهز اخوانه بمتاعهم وأعطى اخوانه الاكل وما يريدون من متاع ، ووضع سواع  الملك في متاع بن يامين ولا احد يعلم بهذا ، ثم لما خرجوا راجعين الى فلسطين ، وابتعدوا قليلا من القصر ، فنادى منادي يوسف عليه السلام في هذه القافلة وينادي ويقول " ايتها العير انكم لسارقون " والله ما جئنا لنسرق ونفسد في الارض وما كنا لسارقون ، فلما رجعوا الى يوسف عليه السلام ، قال نفتقد سواع للملك فإذا وجدناه عندكم قال ما جزاءه ، قالوا في شريعتنا قي شريعة يعقوب عليه السلام من وجدته سارقا فإنه لكم عبد يخدم لكم ، فإذا بدأ يفتش في امتعتهم وجعل متاع اخوه في اخر ما يفتش فيه ، فلما وصلوا الى متاع اخيه ، فإذا بهم يخرجون السواع ، فلما رأوا السواع يخرج من متاع بن يامين قالوا " قالوا ان يسرق  فقد سرق اخ له من قبل " اذا سرق فإن له اخ سرق من قبل اسمه يوسف وهم لا يعلمون ان الذي يعطيهم الطعام هو يوسف عليه السلام ، فإذا بيوسف عليه السلام يسرها في نفسه وهو حزين ويقول " قال انتم شر مكانا والله اعلم بما تصفون " ثم قالوا له يأيها العزيز ان له اباه شيخ كبير لا يتحمل فقده ، فخذ اي واحد منا بدله " قال معاذ الله " لا نأخذ الا ما وجدنا متاعنا عنده فهذا ظلم اذا اخذنا احد غيره ، فأخذوا يتناجون يتكلمون وايسوا من يوسف عليه السلام فإذا كبيرهم يقول قد علمتم ان اباكم قد ةخذ منكم عهد من قبل فلن استطيع ان اقابل الى ابي لن ارجع الى ابي فإنني سأمكث هنا مع اخي بن يامين ، ارجعوا الى ابيكم وقصوا عليه القصص ، ورجعوا الى يعقوب عليه السلام وكان شيها كبيرا " قالوا يا ابانا انا ابنك سرق " بن يامين قد سرق سواع الملك فأخذ منا ، طيب اين اخوكم الكبير ؟ قالوا جلس عنده يا ابي ، لم يصدقهم يعقوب عليه السلام " قال بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل   عسى الله ان يأتي بهم جميعا انه هو العليم الحكيم  " ليس لي غير الصبر في ما تصفون ، ارجو من الله ان يرجع لي يوسف واخوه بن يامين واخيه الكبير ثم بعد ان بكى فترة من الزمان قال يا بني ارجعوا الى مصر مرة اخرى لعلكم تجدون يوسف واخوانه " قالوا تالله تفتؤ تزكر يوسف حتى تكون حرضا او تكون من الهالكين " يا ابانا الى الان تزكر يوسف ، وابيضت عيناه عمي يعقوب عليه السلام من كثرة بكاءه على ابناءه ، يا بني اذاهبوا وابحثوا عنهم ربما تجدوهم فالقلب لا زال حي بذكراهم ، فإذا بأبناءه التسعة يرجعون الى العزيز وهم لا يعلمون انه يوسف ، ودخلوا عليه اذلة نكسوا رؤسهم " فلما دخلوا عليه قالوا يا ايها العزيز " يقول احدهم ليوسف عليه السلام واهم اذلة ناكسين رؤسهم " يأيها العزيز مسنا واهلنا الضر وجئنا ببضاعة مسجاة " جئناك ببضاعة لا تقبل مسنا الضر وابونا عمي من كثرة بكاؤه ، الان يوسف عليه السلام يتزكر وعد الله عز وجل لما كان في البئر ، قال لهم " هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه اذ انتم جاهلون " نظروا اليه واذا بهم يحاولون التذكر انت يوسف  ؟ قال نعم انا يوسف وهذا اخي قد من الله علينا ، انه من يتقي ويصبر فإن الله لا يضيع اجر المحسنين ، بدأ اخوانه يبكون نكسوا رؤسهم ، ماذا سيفعل الان بهم يوسف عليه السلام ، قال يوسف عليه السلام " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين " ، ثم قال لهم بعد ان نزع قميصه خذوا هذا القميص واذهبوا به الى ابي والقوه على ابي ثم فيرجع بإذن الله عز وجل بصيرا  ،ثم ارجعوا الي مرة اخرى بكل قبيلتكم واهلكم ، رجعت القافلة الى فلسطين الى بيت يوسف عليه السلام ، فإذا بيعقوب عليه السلام جالس في مكانه قبل ان تصل القافلة الى فلسطين الى بيت يعقوب عليه السلام قال لأبناءه الذين بقوا معه اني اشم رائحة يوسف ، فإذا بهم يقولن تالله انك لفي ضلالك القديم " ولما فصلت العير قال ابوهم اني لاجد ريح يوسف لولا ان تفندون " فرد ابناءه عليه " قالوا تالله انك لفي ضلالك القديم " ، فجاءة جاء البشير الذي جاء بالقميص يركض ويضع القميص على وجهه " فلما ان جاء البشير القاه على وجهه فأرتد بصيرا " فلما ازاح القميص ، فإذا بيعقوب عليه السلام يبصر ، قال يعقوب عليه السلام " الم اقل لكم اني اعلم من الله ما لا تعلمون " وتجمع الابناء على يعقوب عليه السلام يبكون وهم فرحين ، ثم طلبوا من ابيهم قالوا يا ابانا استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئين ، ندموا على ما فعلوه ، وقال لهم يعقوب عليه السلام " سوف استغفر لكم ربي انه هو الغفور الرحيم "
جمع يعقوب عليه السلام اولاده واهل بيته ليعود الى مصر لأبنه يوسف عليه السلام ، خرجوا من فلسطين الى مصر ، فلما وصلوا الى مصر فإذا بيوسف عليه السلام بنفسه ينتظرهم " فلما دخلوا على يوسف آوى اليه ابويه وقال ادخلوا مصر ان شاء الله امنين ورفع ابويه على العرش فخروا له سجدا  " ضم امه واباه وقربهما الى العرش ، واخوانه جميعا الاحد عشر وابوه وامه  يخرون له سجدا وكان السجود في عهدهم مشروع ، وفرح الجميع بمقدمهم بيوسف عليه السلام ، ذكر يوسف عليه السلام اباه فقال يا ابي اتذكر وانا صغير اتيت اخبرك عن رؤيا رأيتها في المنام ان احد عشر كوكبا والشمس والقمر ، الان الرؤيا تحققت " قال يا ابتي هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا " واخذ يعانق اخوانه واحد تلو الاخر وامه وابيه معه اي فرحة هذه حلت على يوسف عليه السلام بعد سنوات طويلة من الحرمان دخل السجن كاد ان يموت في بئر وبيع في الاسواق " قد احسن بي اذ اخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد  ان نزغ الشيطان بيني واخوتي " لم ينسب لأخوته اي تهمة ونسب كل الاثم للشيطان ، ورفع يديه الى السماء قال ربي قد اتتيتني من الملك وما علمتني من تأويل الاحاديث فاطر السموات والارض ماذا تريد يا يوسف ؟ انظروا الى طلب يوسف في اخر زمانه قال  " توفني مسلما والحقني بالصالحين " انه تواضع يوسف عليه السلام كم صبر وكم اتقى الله عز وجل انه من يتقي ويصبر ان الله لا يضيع اجر المحسنين .
الى هنا تنتهي قصة يوسف عليه السلام حتى نلقاكم في قصة اخرى من قصص الانبياء ان شاء الله  ........

0 التعليقات: