الأربعاء، 11 يناير 2017

قصة لوط عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة العاشرة من قصص الانبياء :-




نذكر في الحلقات القادمة اننا قد تحدثنا عن قصة ابراهيم عليه السلام ، وابناءه اسحق واسماعيل ، واتخذ الله عز وجل ابراهيم عليه السلام خليلا ، ونذكر ايضا لما ذكرنا قصة هجرة ابراهيم عليه السلام من العراق الى فلسطين كان معه نبي الله لوط عليه السلام ، فلما وصلوا الى فلسطين ارسله ابراهيم عليه السلام الى قرى تسمى قرى سدوم مكانها اليوم البحر الميت ، دمرهم الله عز وجل وامطر عليهم مطرا ، فما قصة قوم لوط ؟ . قوم لوط بعد الشرك بالله كانت مشكلتهم وجريمتهم جريمة اخلاقية كانوا يأتون الفواحش والمنكرات الجريمة الاخلاقية وصلت بهم الى مرحلة الشذوذ ، كان الرجال يأتون الرجال ، وكانت هذه كارثة كبيرة لم يفعلها احد من قبلهم ابدا .
جاءهم لوط عليه السلام يدعوهم الى عبادة الله وتوحيده ، ثم قال لهم " اتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من احد من العالمين " فعلتم فعلا ماسبقكم به انسان على وجه الارض انتم اول من سن هذه السنة ، حتى الحيوانات لم يرتكبوا هذه الفعله ثم قال لهم " ءانكم لتأتون الرجال شهوة من دون الناس" الله  عز جل جعل الرجل يشتهي المرأة ،  والمرأة تريد الرجل ، وانتم خلفتم  فطرة الله عز وجل ، والعياذ بالله كان احدهم  يشتهي مثله ، وكانوا يأتون الفاحشة في نواديهم ، وكانوا يتكلمون بأقبح الكلام ، الفواحش البذاءة الجنس واي جنس ؟ جنس ما وصلت عليه الحيوانات اصلا التي لا عقل لها قال الله عز وجل " اولائك كلانعام بل هم اضل ". 
دعاهم لوط عليه السلام وقال لهم ان هذه الفواحش لا ترضي الله وان الرجل جعله الله عز وجل يميل للمرأة ، فردوا عليه وقالوا انه يعكر علينا جنسنا وفاحشتنا وشهواتنا  ، تأمروا وتكبروا عليه،  وقالوا اطردوه من القرية " اخرجوا آل لوط من قريتكم انهم اناس يتطهرون " ما جريمة لوط والذين امنوا ؟ جريمتهم انهم يتطهرون وانهم يدعون الى الفضيلة هذه في نظرهم جريمة كبرى طيب ما الحكم ؟ الحكم الطرد الابعاد عن القرية  . 
لوط عليه السلام يدعوهم الى الله عز وجل وترك الفواحش ولكنهم في سكرتهم يعمهون اصابهم العمى ، عمى الفواحش ولوط عليه السلام يدعوهم .
استمر قوم لوط عليه السلام بفشهم وشذوذهم الجنسي وفسادهم في الارض ولوط عليه السلام يدعوهم الى الله عو وجل وينهاهم عن هذا الشذوذ الذي ما سبقهم بي من احد ابدا ، لم يومن به في تلك القرى الا ابنتاه حتى زوجته لم تؤمن به ، كان لوط عليه السلام اذا جاء ضيوف الى البلد من الرجال كان يخفيهم ويحزرهم من الدخول الى  البلد وكان قومه يقولن له اولم ننهك عن العالمين لم تحزر الرجال عنا يا لوط ، لإن لن تنتهي نطردك انت ومن امن معك من البلاد ، زوجته كان تخبر قومها عن الرجال اذا كانوا ضيوفا عند لوط عليه السلام ، لوط عليه السلام يدعو الى الله عز وجل ويصر في دعوته ، في هذه الاوقات كانت الملائكة جبريل اسرافيل وميكائل على صورة بشر يزورون ابراهيم عليه السلام في فلسطين كما ذكرنا من قبل ، وقالوا له انا ذاهبو الى قوم لوط ندمرهم ، فإذا بأبراهيم عليه السلام يجادلهم وكان حليما رحيما قال ربما يكون فيها ثلاثمئة بيت من المؤمنين قالوا ليس فيها  ، قال ربما يكون هناك مئة بيت من المؤمنين ، قالوا ليس فيها،  قال ربما اربعون ، قالوا ليس فيها ، في النهاية قال ابراهيم الخليل لملائكة الرحمن قال فيها لوط عليه السلام " قال ان فيها لوطا " ، قالت الملائكة " قالوا نحن اعلم بمن فيهانحن نعلم اهل الايمان فيها " انا ارسلنا الى قوم مجرمين لنرسل عليهم حجارة  من طين  مسومة عند ربك للمسرفين " بحثنا عن المؤمنين  " فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين "  وجدنا بيتا واحدا يا ابراهيم كل القرية لم تؤمن بالله عز وجل وعاندت واستحلت الفواحش والعياذ بالله يأتون الرجال ، هم امة غزره امة فاسقة، انها قرى لوط يهددون لوط عليه السلام م يدرون ان عذاب الله آتي لهم ، الملائكة قريبة منهم في فلسطين ، لوط عليه السلام يدعو الى الله ولا يبالي ويدعو الى الطهارة وان كان القوم لا يتجيبون .
جأت الملائكة على صورة بشر الى قرية لوط عليه السلام ، فلما رأهم لوط سلم عليهم ورحب بهم ، فردوا عليه السلام ، قال لوط عليه السلام ما جاء بكم ؟ وهو لا يعلم انهم ملائكة الرحمن ، قالوا نحن ضيوف عندك يا لوط ، لوط عليه السلام لا يريد ان يفضح في قومه ، هو يعلم حقيقة قومه ، قال ابحثوا عن قرية اخرى ، قالوا لم ؟ قال لا اعلم قرية في الارض اخبث في الارض عن هذه القرية ابحثوا عن قرية اخرى ، قالوا لا بل نحن ضيوف عندك يا لوط ، وهو لا  يعلم انهم ملائكة الرحمن " ولما جاءت رسلنا لوط سئ بهم وضاق بهم زرعا وقال هذا يوم عصيب " تضايق لوط عليه السلام من زيارة هذه الضيوف له ماذا سيفعل ؟ الضيوف وصلوا الى بيته ولا بد ان يدخلهم في بيته ولا بد ان يضيفهم . 
دخل لوط عليه السلام ومعه ضيوفه ملائكة الرحمن الى بيته وهو لا يعلم ، لما دخلوا البيت ، من علم بهم ؟ زوجته وكانت خبيثة كافرة اسرعت الى القوم تقول لهم ان هناك شبابا زكور مع لوط عليه السلام ، فأسرع القوم يهرعون ويطرقون باب لوط عليه السلام يريدون اقتحام البيت يريدون الشباب " وجاءه قومه يهرعون اليه " جاءوا اليه مسرعين يطرقون الباب يريدون الدخول ، ماذا تريدون ؟ قالوا نريد الذين معك ، يا لوط الم ننهك عن العالمين ؟ الم نمنعك ان تصد عنا الرجال ؟  قال لوط عليه السلام البنات في القوم مثل بناتي توزجوا اي واحدة تريدونها " قال يا قوم هؤلاء بناتي هن اطهر لكم فأتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي اليس فيكم رجل رشيد " لا تفضحوني في ضيوفي اليس فيكم رجل عاقل ؟ قال الله عز وجل " لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون " انهم في سكرة الشهوة ، لما ضاقت الارض بلوط عليه السلام اخذ يدعو الله وآوى الى ركن شديد " قال يا قوم لو اني لي بكم  قوة لو آوي الى ركن شديد " آوى الى ركن فأخذ يدعو الله ، فلما سمع جبريل ان لوطا عليه السلام قد يئس ، يا لوط انا رسل ربك يا لوط نحن ملائكة الرحمن قد قضي الامر ، جئنا بأنفسنا لنعاقب القوم الظالمين يا لوط سوف يبدأ العذاب الان في قومك الذين بلغوا قمة الفحش والبذاءة ، خرج اليهم جبريل ليبدأ العقوبة بقوم لوط . 
خرج جبريل عليه السلام اليهم وهم فرحون يظنون ان احد الرجال الوسيمين خرج اليهم استجابة لهم وما يعلمون ما الذي ينتظرهم نظر اليهم جبريل عليه السلام فإذا بطرف جناحه واذا بالقوم عميت ابصارهم لم يبق احد يبصر " ولقد راوده عن ضيفه فطمسنا اعينهم فذوقوا عذابي ونذر " قال بعد المفسرون العيون ذهبت من مكانها لم يبق لهم اثر لعين ابدا ، الذين تجمعوا حول البيت كلهم ذهبت ابصارهم ، هذا اول العذاب يا لوط هذه هي المرحلة الاولى ، انتظر عذاب الله عز وجل يا لوط ، ان موعدهم الصبح ، قال لوط عليه السلام لم تنتظرون للصبح ؟ قالوا اليس الصبح بقريب ؟ .
خرج لوط عليه السلام مع ابنتيه من بيته بالليل في وقت السحر كما امرته الملائكة اخرجوا من قريتكم ليلا ، رأتهم امرأته الكافرة ، فتبعتهم حست ان هناك شئ  سينذل في هذه القرية ، الله عز وجل امر لوط عليه السلام وابنتيه ان اذا سمعوا العذاب ينذل وسمعوا صياح الناس لا يلتفتوا فإنهم اذا التفتوا فإن العذاب سيصيبهم ويحل بهم ، زوجته الكافره سمعت العذاب فألتفتت ، فأصابها ما اصابهم من العذاب " ولا يلتفت منكم احد الا امرأتك انه مصيبها ما اصابهم ان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب " كانوا قد توعدا  لوط عليه السلام ان يقتلوه ومن امن معه الصباح . 
بدأ عذاب الله عز وجل ينزل عليهم ، حملهم جبريل عليه السلام سيد الملائكة بطرف جناحه ، حمل القرى كلها قرى سدوم الى السماء حتى سمعتهم الملائكة سمعت صياح الديك ونباح الكلاب ، خرج الناس من بيوتهم ما الذي يحدث ؟ حملت القرية الى السماء والناس يصيحون عذاب الله قد نزل الان ، بدأت الحجارة تنزل من السماء كل حجر يصيب صاحبه الذي سمي به " فلما جاء امرنا جعلنا عاليها سافلها وامطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود " الحجارة مسجل عليها اسماء اصحابها " مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد " الملائكة ترفع المؤتفكة فتهويها على الارض ، جعل الله عاليها سافلها " والمؤتفكة اهوى فغشاها ما غشا " الحجارة  تنزل وتعذب الناس ، لما قلبت الارض بدأ المطر ينزل عليهم " فأمطرنا عليهم مطرا " فصار مكان القرية بحيرة كاملة البحر الميت   " فساء مطر المنذرين " ، انه البحر الميت يمرون عليه الناس صباحا ومساء " وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالبيل افلا تعقلون  " هذا البحر شاهد على امة دمرت ولعنة فدمرها الله وجعل مكانها بحيرة كاملة وهو البحر الميت . 
انتهت قصة لوط عليه السلام وفي الحلقة المقبلة سنتعرف عن نبي جديد ، امة كانت جريمتهم في الاسواق والتجارات والبيوع ، كيف دمرهم الله عز وجل ؟ وماذا قال لهم نبيهم ؟ وماذا فعلوا معه ؟ كله سنعرفه في الحلقة المقبلة ان شاء الله .........
























0 التعليقات: